اساليب التدريس الحديثة

طرائق التدريس الحديثة الناجحة

ماهي اساليب التدريس الحديثة

يعرف مصطلح التدريس على أنه مجموع العمليات التي يتم من خلالها تلقين وتعليم مجموعة من الطلاب أو التلاميذ معارف ومعلومات، وخبرات مستجدة في جميع الميادين العلمية، والأدبية والحياتية بصفة عامة، وذلك عن طريق إتباع وسائل واساليب تعليمية مختلفة، ونهج ونسق تربوية وبيداغوجيا كفيلة بالمساعدة في تحقيق ذلك. فماهي اساليب التدريس الحديثة الفعالة في العملية التعليمية التعلمية؟

عناصر عملية التدريس

عملية التدريس لها مكونات أساسية محورية، وجوهرية وهي؛ المعلم أو المدرس: الذي يلعب دور الملقن والأستاذ، والذي مهمته نقل المعرفة وإرسالها. والمحور الثاني التلميذ أو الطالب: وهو المتلقي لتلك المعارف والمعلومات، ويساهم في بنائها وتطويرها عبر حصص دراسية منظمة.

والمحور الثالث هو الدروس أو المحاضرات: وهي مجموع المعلومات والمعارف، والخبرات، والمهارات التي يحتاجها المتعلم في مختلف أنحاء حياته. ويقوم المعلم أو المدرس بتزويده بها، بطرق واساليب متنوعة تبسيطية وتوضيحية مساعدة. وسنتطرق في هذه الموضوع إلى الإجابة والتفصيل في هذه السؤال: ما هي اساليب التدريس الحديثة والناجحة؟ وكيف يمكن تطبيق اساليب واستراتيجيات التدريس بمختلف أنواعها؟

طرق واساليب التدريس في العملية التعليمية

يشكل المعلم أي المدرس الحلقة الأساس في تنوع اساليب التدريس الناجحة وتعددها داخل مجال الحياة المدرسية أو الجامعية، فكلما كان المعلم يتمتع بكاريزما ومنفتح وحكيم وفي علاقة تفاعلية ايجابية مع طلابه أو تلاميذه تكون هناك أساليب متجددة ومتنوعة كل يوم، وبالتالي يمكنه بمعية تلاميذه تحويل الصف الدراسي إلى ورشة فعالة نشيطة وأكثر ايجابية وإنتاجية.

في هذه الحالة يتمكن من تجاوز القيود والتعليمات التي تشملها العملية التعليمية ويتعداها بأساليبه. للمساهمة في تطوير وتقدم وابتكار أساليب جديدة، وكنتيجة الوصول إلى أهداف عملية التدريس في ضمان نتائج حسنة في التحصيل العلمي. وهذه من أفضل الأساليب المتبعة في التعليم والتعلم بالتفصيل:

تعرف على طرائق التدريس القديمة والحديثة وأساليبها 

التطرق إلى المعلومات ومناقشتها لاستنباط النتائج

يقوم هذا الأسلوب على تجاوز الأسلوب القديم في التدريس وتعويضه بأساليب التدريس الحديثة؛ والذي كان يعتمد على المدرس في كل شيء، في البحث عن المعلومات وشرحها وبناء الدرس، ويقوم التلاميذ فقط بتدوينه، وحفظه دون مشاركة أو نقاش.

أما الأسلوب الجديد فيقوم على مشاركة المعلومة التي يطرحها الأستاذ، وتتم مناقشتها مع الطلاب بطريقة تحليلية، ويكون النقاش فعالا ومنظما، والكل يبدي رأيه ويزيد معلومات عليها، بهذه الطريقة تصبح القاعة التعليمية نشطة بامتياز.

فالكل يشارك في بناء المعارف والنتائج. يقوم دور المعلم في هذا الأسلوب على الملاحظة وبناء استنتاجات وخلاصات من نقاش التلاميذ وأفكارهم وتقييمها، للوصول إلى النتائج المرادة. هذا الأسلوب يحتاج إلى مجهودات مشتركة بين طرفي العملية التعليمية ويقوم على التعاون بينهما لكن في المقابل يحصر دور الأستاذ في كونه مستشار ومراقب ويحد من مهمته ودوره الأساسي المتمثل في تقديم كافة المعلومات في عملية التدريس.

إطلع على موضوع كيفية تعليم الكتابة للاطفال 

أسلوب طرح أسئلة مبدعة واكتشاف أجوبتها

يعتمد هذا الأسلوب على التفاعل الحاصل في الحجرة الدراسية بين المدرس والمتعلمين فيما بينهم، وطريقة تعاملهم مع الدرس بشكل عام، وهذا التفاعل ناتج عن التساؤلات المبتكرة والمتنوعة التي تطرح حول الدرس.

تساهم هذه الطريقة بشكل إيجابي في تبادل المعارف واكتشافها، كما تدفع بالمتعلمين إلى البحث والتنقيب والاستكشاف، مما يعزز دورهم في عملية التفكير والابتكار وتطوير مهارات النقد والشك، والبحث عن أجوبة منطقية ومقنعة لكافة أسئلتهم.

هذا الأسلوب يشبه التعليم الذاتي في المبادئ والأسس والأهداف التي يقوم عليها، حيث يتمتع الطالب في صفه بسلطة كبيرة ويكون دوره محوريا في بناء المعارف واكتشافها، إلى جانب تقوية ثقته بنفسه وتطوير قدراته وطاقاته وتشكيل معارفه الخاصة وشخصيته. والتي يسهل الاحتفاظ بها واستذكارها. أسلوب طرح الأسئلة، ومناقشتها طريقة مميزة فعالة، وممتعة وغير مضجرة.

التدريس باعتماد طريقة المحاضرة المعتادة

هذه الطريقة هي الأسلوب المعتمد والأكثر انتشارا في المستويات العالية من التعليم كالجامعات في كل من مستويات الاجازة والماستر والدكتوراه وهي واحدة من اساليب التعلم الحديثة لمستويات التعليم العالي، لكن لا يتم استعمالها في المستويات الأقل لأنه يفوق قدراتهم على الفهم والاستيعاب ولا يتناسب مع أعمارهم.

يقوم هذا الأسلوب على اعتبار المحاضر أي الأستاذ المركز الرئيسي، وهو العارف بكل شيئي فيما يخص مادته الدراسية، فهو يلقي ويتحدث في مواضيع من اختياره، ويعطي جميع المعلومات والمعارف المتعلقة به، ويجعل الطلية مقيدين بتلك المعلومات التي يلقيها عليهم المحاضر، وملزمين بها في الامتحانات ويدونونها.

هذا الأسلوب يلغي كليا دور الطالب في التفاعل وإبداء رأيه وأفكاره حول الموضوع المطروح ويقتصر دوره على الاستماع والتدوين، وإتباع تعليمات المحاضر.

التدريس عن طريق تقديم عروض مرئية مسموعة

يرتكز هذا الأسلوب على قيام المدرس بتقديم دروس مادة دراسية، أو محاور منها أو تقديم معلومات إضافية للإنارة على شكل عروض مرئية ومسموعة خلال الصف الدراسي، بالاستناد إلى فيديوهات أو وثائقيات أو صور أو إنشاء وتكوين عروض توضيحية، وكتابتها وعرضها على المتعلمين بالإلقاء أو باستعمال الجهاز الخاص بالعروض.

وهذا النشاط الغير اعتيادي يخلق جو تفاعلي ايجابي بين المعلم والمتعلمين ويعمل على إنجاح الحصة الدراسية. هذه الطريقة تعتمد في دراسة جميع المواد، وهي مفضلة في المواد العلمية من حيث تبسيطها للمفاهيم المعقدة عن طريق الصور أو فيديو توضيحي لكن ما تزال استعمالات هذه الطريقة محدودة نظرا لمجموعة من الاعتبارات.

طرق واساليب التدريس الناجحة

هذه الطرق التي ذكرناها تعتبر الأكثر شيوعا واستعمالا وبنسب متفاوتة في الصفوف الدراسية، لكنها ليست الوحيدة بل توجد طرق أخرى متنوعة وأكثر حداثة وفاعلية، ونذكرها فيما يلي:

أسلوب التعليم الذاتي

تعتبر طريقة التعليم عن طريق الاعتماد على الذات من أهم الطرق الناجعة في التعليم وترتكز في عملياتها على المتعلم والمجهود الذي يبدله لتعليم نفسه.

هذه الطريقة تساهم في تشكيل وبناء شخصية المتعلم وتعزيز ثقته بنفسه، كما تدفعه إلى تطوير وتنمية مهاراته والزيادة في خبراته، من خلال الشك وطرح الأسئلة والبحث عن التفسيرات المنطقية لها، والوصول إلى حقائق مبنية على أسس علمية. لكن الوجه السلبي لهذه الطريق هي عدم إمكانية تقييم مجهود التلميذ أو قياسه بالشكل دقيق.

التعلم بناءا على المكان

يعتمد هذا الأسلوب على الأوقات التي يمضيها المتعلم خارج الصفوف الدراسة، حيث يجب استغلال الفضاءات والأماكن التي يكون فيها في تعليم أشياء جديدة أو تطبيق المكتسبات النظرية.

وتهدف هذه العملية على الجمع بين مختلف البيئات التي يقضي فيها المتعلم وقته مع العملية الدراسية والاستفادة من البيئة الخارجية. ويجب توفير الوسائل الضرورية لذلك وشرح المهارات والأساليب الواجب اعتمادها في هذه العملية ومساعدتهم على القيام بالتحليل والتفسير والشك، لإيجاد حلول مختلف الص واستيعابهمعوبات التي يواجهونها.

كيف يمكن الرفع من جودة اساليب التعليم والتعلم؟

من الصعوبات التي تواجه المدرس أثناء قيامه بالتعليم هي الطريقة الصحيحة التي يستطيع بها التعامل مع تلامذته وطلابه، وترك الأثر الإيجابي في نفوسهم. وهذه عملية تحتاج إلى الكثير من الوقت والصبر والعمل، كما تنبني على مدى حب وتفاعل التلاميذ مع المادة الدراسية، والطريقة التي يلقى بها الدرس من طرف الأستاذ. ومن أهم الطرائق الخاصة بالتعلم والتي ستساهم في خلق انطباع جيد للمدرس في نفوس الطلاب، ندرج ما يلي:

  • يمكن اللجوء إلى استخدام الوسائل التي تشجع الإبداع والاختراع لدى الطالب كاستعمال الأجهزة الالكترونية الحديثة والتي تستولي على اهتمامهم، بموازاة مع تقديم المادة الدراسية على شكل عرض آو نشاط، فهذا سيمكن من الوصول إلى الأهداف المخططة.
  • دمج الحياة الحقيقية بالعملية التعليمية فهذا سيساهم في تبسيط التعلم عبر أخذ المواقف المعاشة منها والتعلم منها وكيفية التعامل معها بذكاء.
  • اعتماد طريقة العصف الذهني في الدفع بالتلاميذ إلى تقديم كافة أفكارهم والوصول إلى المعارف المطلوبة.
  • التعليم عن طريق تغيير الفصل الدراسي بالفضاءات الطبيعية كالغابة أو الحديقة، بالإضافة إلى مصاحبة المتعلمين والخروج في رحلات ونزهات ومخيمات تعليمية.
  • تحويل الدرس إلى قصص شيقة للفت انتباه المتعلمين والاستيلاء على تركيزهم، وإنشاء جو نشط وايجابي متفاعل خلال الحصة.
  • الاهتمام بالفصل الدراسي من حيث جميع التفاصيل، لأن هذا يلعب دورا مهما في إنجاح الفصل الدراسي خصوصا المستوىات الأولى من التعليم الأولي والابتدائي.
  • تشجيع العمل الدراسي وفق مجموعات لتنمية روح التعاون بين الطلبة والمساندة وتطوير روح الفريق لديهم.

ما هي الاستراتيجيات المتعددة المعتمدة في التدريس؟

تتعدد طرق التعليم الحديثة واساليب واستراتيجيات التدريس وتختلف من أستاذ لآخر، ويلجأ كل الأستاذ وأستاذة إلى اعتماد طريقة معينة بناءا على الموقف أو الوضعية التعليمية، وسنأتي على ذكر أبرز هذه الاستراتيجيات وهي:

إتباع استراتيجية التعلم عن طريق التجربة: تعتمد هذه الاستراتيجية على القيام بالتجارب. ودفع المتعلم إلى الاستنتاج منها وتعلم المفاهيم الضرورية وتوضيحها. كاستعمال أسلوب المحاكاة أو الألعاب الترفيهية والتجارب العلمية لاستنباط المعارف، وتحليلها، ومناقشتها في مجموعات.

استراتيجية تبادل الأدوار: تقوم هذه الاستراتيجية على لعب المتعلمين لدور الأستاذ في تلك الحصة في إطار فرق ومجموعات. وتكمن ايجابية هذه الطريق في تبادل الأفكار وتنوعها وتعلم المتعلمين من بعضهم وتوسيع مداركهم والقيام بتجارب مشتركة ومتنوعة.

استراتيجية المناقشة والتواصل: تقوم هذه الطريقة على طرح موضوع الدرس للمناقشة والتوسيع فيه من قبل التلاميذ، عبر توفير مساحة للحوار وتبادل الأفكار والمعلومات. في حين يقوم المدرس بالمراقبة وتقويم معارف المتعلمين، وقدرتهم على استيعاب الدروس وأساليب تعبيرهم عن أفكارهم.

ما هو دور إدراج استراتيجيات التدريس في العملية التعليمية؟

ينبغي على المعلمين تنمية مهاراتهم والعمل دائما على تطويرها. وعن طريق الممارسة والتجربة سيتمكن المعلم الإلمام بجميع الأمور الخاصة بالتعليم ومهارات التعامل مع التلاميذ.

يجب على المعلم أن يكتسب مهارات التعامل مع التلاميذ، وحسن إدارة صفه الدراسي باستعمال الوسائل التي يراها جيدة وفعالة. والاعتماد على التواصل الايجابي والحوار في النقاشات الدراسية، هذا يساهم في خلق أجواء تعليمية منتجة وفعالة.

وسيساعد هذا المعلم على الشرح والتوضيح بشكل جيد مما يدفعه إلى توصيل المعلومات إلى التلاميذ ببساطة ليستوعبوها بسهولة. بالرغم من صعوبة هذا الأمر على المعلم والمجهود المطلوب منه إلا أنه يشكل ضرورة مهمة.

كيف ترتبط التكنولوجية بالتدريس؟

تختلف الطرق المتبعة في التحصيل الدراسي واساليب التعليم الحديثة من أستاذ لأخر. فهناك من يفضل استخدام الأساليب التقليدية والقديمة، بسبب اعتقادهم بأن الأنشطة والأساليب الحديثة تتطلب مجهودات كثيرة، ويجب بدلها من طرف الأستاذ أو التلاميذ.

في حين أن طرق و أساليب التدريس تنصح باستعمال الأجهزة التكنولوجية والتقنيات المتطورة في التدريس، لما لها من أهمية كبيرة ودور في تبسيط الدروس وتسهيلها على التلاميذ، لكن بشرط أن يخضع هذا الأسلوب للمراقبة والتقنين وتجنب استعمالها بشكل مفرط.

كما أثبتت الدراسات انه من الأحسن للتلاميذ تدوين المعلومات باليد بعد تلقيها وعدم الاعتماد على التكنولوجيا في التعلم بشكل كلي.

كيف تشارك الأم في العملية التعليمة؟ وما هو دورها؟

تمثل الأم المثل الأعلى في حياة أطفالها، وتلعب دورا رئيسيا في توجيههم وإرشادهم إلى الطريق الصحيح وتقديم التوصيات له والنصائح. الأم هي التي تقوم بتعليم الطفل في المراحل الأولية قبل الولوج إلى المدارس. وتستمر بمواكبتهم حتى بعد ذلك، لذا لا يمكن استثناء الدور الذي تقوم به الأم أو إلغائه.

فالأم هي التي توفر الإحساس بالطمأنينة والأمان والإحساس بالراحة، وهي المكلفة بإيجاد البيئة المناسبة لتعلم أطفالها. وتربيتهم وترعرعهم بالشكل الصحيح والسليم، ومساندتهم وتوفير الحنان اللازم والشعور بالأمان. الذي يكونون في حاجته باستمرار لمواصلة مشوارهم، وينبغي على الأم مصادقة أطفالها ومصاحبتهم ومعرفة مختلف أحاسيسهم وأفكارهم بشكل جيد ومناسب. وذلك لاختيار الطرق المثلى لتعليمهم

مقالات ذات صلة