بحث حول النظرية المعرفية doc pdf

النظرية المعرفية وتطبيقاتها التربوية

بحث حول النظرية المعرفية

تعد النظرية المعرفية من أهم نظريات التعلم ترتكز على مدى إدراك المتعلم وتمكنه من المعارف الداخلية التي اكتسبها وفهم معانيها ولا تهتم بكم المعارف التي يتلقاها المتعلم وأنواعها. تؤكد النظرية المعرفية بأن وعي المتعلم وإدراكه لما اكتسبه يحفزه أكثر على مضاعفة الجهد من اجل تعلم المزيد. تعتبر النظرية المعرفية استراتيجيات التعلم مهمة جدا (الوعي، الفهم الاحتفاظ، التخزين وتوظيف المعارف) بالإضافة على مصادر المعرفة كأسس تحقق المعرفة الناجعة وتضمن إدراك وفهم المتعلم للمعارف المقدمة له.

الفرق بين النظرية المعرفية والاتجاه المعرفي

تعتبر النظرية المعرفية ان العقل البشري له قدرة كبيرة على معالجة المعلومات، وتنظر للمتعلم من زاوية السياقات المعرفية الداخلية أي الانتباه والتذكر ومعالجة التعلمات واستقبالها. ما هو الفرق بين النظرية والاتجاه؟

إطلع على موضوع مفهوم علم النفس التربوي

هناك بعض الباحثين والدارسين الذين يعتبرون النظرية المعرفية اتجاه فقط ولا تنطبق عليها شروط النظرية. حيث يطلق عليها في مجموعة من المراجع بالاتجاه المعرفي باعتبارها تتقاطع مع مجموعة من النظريات الأخرى مثل السوسيوبنائية والجشطالية وغيرها. لدى توجب تبيان الفرق بين النظرية والاتجاه كمفهومين.

مفهوم النظرية: هي كل ما يتم التوصل إليه من قبل الباحثون في مجال علوم التربية من رؤى وتصورات وأفكار وتجارب والتي تؤذي للوصول لنظرية متكاملة وكاملة الزوايا والأركان. بمعنى اخر فالنظرية هي كافة الأفكار العلمية والآراء الجديدة والتي يتم التأكد من صحتها انطلاقا من التجربة والتجريب ويكون الموضوع العلمي المعالج في هذه النظرية جديدا وحديثا لم يتطرق إليه أحد سابقا أي ان النظرية تكون حديثة النشأة وجديدة المضمون.

مفهوم الاتجاه: يقصد بالاتجاه مواصلة الإبداع الفكري واستمراريته بالنسبة لرواد نظرية معينة تم التطرق إليها سلفا. للتوضيح فمثلا عندما نقول النظرية البنائية فالمقصود بها الأسس والمبادئ التي تأسست وترتكز عليها النظرية البنائية. في حين لو تم الاجتهاد من قبل رواد النظرية وبزغت أفكار جديدة مرتبطة بها سنتحدث في هذه الحالة على الاتجاه أي ان هذه الأفكار تمت إضافتها من قبل رواد الاتجاه البنائي.

رواد النظرية البنائية هم الباحثون والعلماء الذي وضعوا الأسس الأولى والمبادئ المؤسسة للنظرية اما من جاء بعدهم يسمون رواد الاتجاه البنائي ولا يطلق عليهم رواد النظرية البنائية.

مفهوم الميتامعرفية ومفهوم الاستراتيجية المعرفية

ماذا نعني بالميتامعرفية وما المقصود بالاستراتيجية المعرفية؟

مفهوم الميتامعرفية: تعد الميتامعرفية مجموع الأدوات والوسائل التي يعتمدها المتعلم لإدراك ومعرفة طرق تفكيره. هي الإجراءات والموارد المخزنة في العقل التي تواكب عمل الوظائف الذهنية للعقل. من خلال الميتامعرفية يمكن للمتعلم وصف وتفسير الخطوات التي قام بها عقله من اجل لأتخاد قرار محدد او التوصل للحل المراد.

استراتيجية المعرفة: هي الخطط والإجراءات التي يجب ان تكون علمية مدروسة سابقا وذات نتائج إيجابية مضمونة التي يسير عليها المتعلم من اجل الوصول للتعلم الصحيح.

تعرف علاقة علوم التربية وعلم النفس

مبادئ النظرية المعرفية

ترتكز النظرية المعرفية على مجموعة من المبادئ ومن أهم مبادئ وأهداف النظرية المعرفية:

تطوير القدرات العقلية للمتعلم (التعلم الذاتي) وذلك عبر الاهتمام بذهنيته ومساعدته على تنمية قدراته ومهاراته

إعطاء الأهمية للعمليات المعرفية الداخلية، حيث ان المتعلم يعد محور بناء تعلماته ويساهم فيها بشكل كبير وأساسي.

البحث عن ميتامعرفية جديدة واستراتيجيات معرفية حديثة يعتمد عليها المعلم من اجل توصيل المعارف للمتعلمين بطريقة ناجحة وتحقيق التعلم السليم والصحيح.

استراتيجيات التعلم مهمة جدا بما فيها الوعي والفهم وتوظيف المعارف وغيرها

من اجل تحقيق التعلم الصحيح والناجح يجب الاستناد وتطبيق الاستراتيجيات الناجحة والفعالة

لا يهم السلوك الخارجي للمتعلم بقدر أهمية رعاية ذهنيته والاهتمام بنشاطه العقلي

بالنسبة للنظرية المعرفية فالوصول لحل يتطلب تعبئة الموارد المخزنة في العقل وتجنيدها.

النظريات المعرفية تؤمن بأن الحصول على المعرفة والتوصل إليها يجب ان يتم عبر استراتيجيات متتالية في الزمن ونذكرها كالتالي:

  • استرداد المعلومات عندما تحتاج إليها
  • تخزين المعلومات بالذاكرة والاحتفاظ بها
  • معاودة صياغة المعلومات من اجل تأسيس وبناء معرفة حديثة وجديدة
  •  التحسب والانتباه الانتقائي للمعلومات
  • التفسير الاختياري للمعلومات

إقرأ عرض حول بيداغوجيا حل المشكلات 

استراتيجيات النظرية المعرفية

بعد بحث ودراسة وجد علماء علم النفس إلى انه توجد استراتيجيات ونظريات تعلم والتي يمكن تطبيقها في بيئة تعلم الشركات بعد ان قاموا بوضع مفهوم للتعلم المعرفي وتطبيق النظريات المتعددة والمختلفة. هذه استراتيجيات هذه النظرية التي توصلوا إليها:

استراتيجية محورها المتعلم: في هذا الشأن قام جان بياجيه مؤسس النظرية المعرفية بتعريف التعلم على انه معلومات متعلقة بالمعرفة الموجودة في الأصل وقدم عناصر حيوية ثلاثة للتعلم كالتالي:

التعديل او الإقامة أي أخذ المعلومات الحديثة وتصحيح ما سبق ان عرفنه سابقا

الاستيعاب والفهم أي ترتيب وتنظيم المعلومات التي توصلت إليها حديثها ووضعها في الدماغ بجانب المعرفة القديمة

الموازنة بين المعلومات القديمة والمعلومات التي توصلنا إليها حديثا

استراتيجية تجارب ذات مغزى: وضح David Ausubel الفرق بين التعلم عن ظهر قلب والتعلم الهادف وقد ميز بينهما. في هذا الصدد توصل إلى ان المعرفة المتعلقة بما يعرفه المتعلم هي معرفة ذات مغزى في الأصل. في هذه الحالة يمكن زيادة المعلومات الجديدة بكل سهولة. ويتم هذا من خلال التمرين على مجموعة من النقط كالتالي:

من الضروري ان تكون هناك تركيز على المراد والجدوى من كل جلسة للمهمة المقترحة

المعلومات الجديدة والأساسية بخصوص المواد الجديدة مهمة

تعميق وغرس أي معلومة جديدة في المتعلم بشكل جيد مهم وضروري

استراتيجية التعلم الشخصية: استند العالم جيروم برونر عالم النفس في التأسيس لنظريته على نظرية التطور المعرفي للعالم بياجيه أي التعلم بعد الاكتشاف. وقد حدد ثلاث مراحل للتمثيل المعرفي من خلال نظريته وهي: نشطة أي تعيين المعرفة وتطبيقها بالأفعال، مبدعة التمثيل والتلخيص المرئي للصور في حين ان الرمزية تعني طريقة استعمال الرموز والكلمات من اجل تمثيل التجارب ووصفها.

النظرية المعرفية وتطبيقاتها التربوية

توصل علماء علم النفس التربوي إلى ان التعلم هو تغيير وتطور المعارف او المهارة أو سلوك معين ناتج عن التدريب والتجربة والممارسة. مهمة المدرسة والمؤسسة التعليمية مساعدة التلاميذ والمتعلمين على التعلم بفعالية ونجاعة. تعتبر ظاهرة التعلم من أهم الظواهر التي تلقى اهتماما كبيرا من قبل علماء علم النفس التربوي وتعددت النظريات التي قامت بتفسير ظاهرة التعلم. وقد ذهبت هذه النظريات في اتجاهين إثنين هما:

الاتجاه السلوكي او الارتباطي: بقيادة رواد وعلماء المدرسة السلوكية. ارتكزت في هذا الشأن النظريات السلوكية على الصيغ البسيطة للتعلم مثل المهارات الكلامية او اللفظية والحركات الأولية للمتعلم والقيام بأنشطة معينة ورفض أنشطة أخرى.

الاتجاه المعرفي: ترتكز تجارب نظريات التعلم على استخدام الصيغ الأكثر تعقيدا للتعلم والتي تستند على مهمة العمليات العقلية وتعتمد عليها.

رواد النظرية المعرفية

لوجود تداخل بين رواد النظرية المعرفية ورواد النظريات الأخرى فمن الصعب تحديد اهم رواد النظرية المعرفية. ويتبين هذا التداخل من خلال مراجع علوم التربية والتي تعتمد فيها هذه النظرية على أفكار لرواد نظريات أخرى بالأخص عندما يتعلق الحديث باتجاه معرفي معين وليس نظرية معرفية. هؤلاء بعض رواد النظرية المعرفية:

  • جيروم برونر Jerome Bruner: ما بين 1915 و2016 م وهو عالم نفس أمريكي
  • إدوارد سي تولمان Edward Tolman: ما بين 1886 م و1959 م عالم نفس أمريكي ويعد من رواد الاتجاه السلوكي أيضا.
  • كورت ليفين Kurt Lewin: ازداد بتاريخ 1890 بألمانيا وهو عالم نفس ألماني توفي سنة 1947 م بالولايات المتحدة الامريكية
  • أفرام نعوم تشومسكي Avram Noam Chomsky: ولد سنة 1928 م وهو فيلسوف وعالم أمريكي
  • ديفيد اوزبل David Aushbe

 مميزات النظرية المعرفية

للنظرية المعرفية مجموعة من المميزات من أهمها انه لا يعترف بالحفظ ونمط التعلم التقليدي. في حين فهذه النظرية ترتكز على التعلم المعرفي والمعرفة السابقة. على نقيض التعلم التقليدي فبالتعلم المعرفي يمكن للطلاب ان يفكروا في كيفية التوصل للحل وإجراء الاتصالات والتمعن في المواد. هذه هي المهارات هي التي ستعينهم على التعلم الإيجابي والصحيح. من أهم مزايا النظرية المعرفية نذكر:

التطبيقات العملية: تتضمن النظرية المعرفية مجموعة من التطبيق العملي وتعتبر من أهم ميزات النظرية المعرفية

الاستناد على التجارب: الأسلوب المعتمد من قبل النظرية المعرفية الأساسي هي التجارب

التحفيز على التعلم: تحفيز الطلاب على التعلم المعرفي وتوعيتهم بأهمية النهج العملي في عملية التعلم، من اجل اكتشاف المواد وتطوير مهاراتهم في الفهم.

تنمية المهارات: تركز هذه النظرية على تطوير مهارات الطلاب من اجل التعلم السليم والصحيح. بهذه الطريقة يقومون ببناء مهارات معرفية قابلة للتنمية والتحويل. كما يمكنهم إيجاد حل للمشكلات التي تواجههم في الدراسة والمجتمع.

تقوية وتعزيز المهارات: من خلال تطبيق المفاهيم الجيدة والاستمرار في تطوير وتنمية المهارات على المدى البعيد فضلا على إثراء المعرفة والأفكار.

تعزيز الثقة بالنفس: التعلم الأقوى من خلال زيادة الثقة عبر الفهم المعمق للموضوعات والمهارات المحصل عليها.

استخدام الأساليب العلمية: تعتمد النظرية المعرفية على استخدام الأساليب العلمية الحازمة والصارمة بالإضافة على التطبيق العملي.

حب التعلم: حب التعلم وغرس حب المعرفة في الطلاب من خلال إتاحة الفرص بنشاط في التعلم وجعل عملية التعلم ممتعة بهذه الطريق يحب الطلاب التعلم ويكنون شغوفين بالتعلم حتى في الخارج.

عيوب النظرية المعرفية

تستنبط النظرية المعرفية أسسها من مجموعة من البيداغوجيات مثل بيداغوجيا حل المشكلات والبيداغوجيا الفارقية وبيداغوجيا المشروع. رغم التطورات التي توصل إليها مؤسس هذه النظرية بياجيه فقد تبين ان هناك سلبيات النظرية المعرفية ومنها:

النظرية المعرفية تعتبر دماغ الإنسان مثل الحاسوب أثناء معالجة المعلومات. أي ان من عيوب هذه النظرية اعتبارها الإنسان كالآلة. بالتالي فهي تغيب الحس الإبداعي وعمليات الابتكار لدى الإنسان.

التحيز في المفاهيم: تعتبر أكثر تحيز لرأي صاحب النظرية ولا تأخذ بآراء أخرى ولا تقارن او تربط الملاحظات المتوصل إليها الأساليب المتبعة من قبل النظريات الأخرى.

تجاهل عوامل أخرى: تقوم النظرية المعرفية بتجاهل أي عامل اخر يؤثر في السلوك وهذا خلل اخر فيها.

العمليات الإدراكية: يمثل هذا العيب الأساسي في هذه النظرية حيث انها تلفت الانتباه للعمليات الإدراكية التي يستحيل ملاحظتها بطريقة مباشرة بالاعتماد على الاستدلال بالأساس.

تركز على المراحل العلمية فقط: يركز بياجيه في نظريته على التطور المعرفي والعملية البيولوجية المدعمة بالتركيز دون الأخذ بالحسبان البيئة المحيطة المجتمعية وتعدد الثقافات وغيرها ومدة تأثيرها على التطور المعرفي للإنسان.

يمكنك تحميل كتاب النظرية المعرفية في التعلم PDF