طرق التخلص من التفكير السلبي

التفكير السلبي وتأثيره على حياة الشخص

يعرف التفكير السلبي بالنظرة التشاؤمية التي يقيم بها الشخص في مختلف أمور حياته، حيث ينظر إلى كل شيء فقط من بين الغيوم السود ولا تتراءى له إلا الأشياء السيئة. تشكل طريقة تفكير الإنسان طبيعة حياته؛ فإن كان ينظر إلى الحياة وتقلباتها بشكل إيجابي فهي تنعكس إيجابا على حياته ويظهر ذلك للعيان وإن كانت نظرته إلى الحياة تشاؤمية وسليبة فهي أيضا تتراء للعيان انطلاقا من طريقة تعامله مع الحياة.

وتعتبر النظرة التشاؤمية تجاه الأمور في حد ذاتها نقطة ضعف كبيرة تجعل الشخص يدور في دوامة الفشل والمرض النفسي.

يحُول التفكير السلبي دون تقدم الشخص في حياته الشخصية والعملية لأنه يكون دائما مصاحبا لمجموعة من المشاعر الضارة والمؤثرة مثل الخوف والتردد والحيرة فيصبح القيام بأي خطوة نحو الأمام صعبا والطريق شاقا.

تلعب الأفكار السلبية دورا محوريا في شحن الطاقة السلبية، يستغلها العقل في البحث عن أسوء الأشياء في الأمور، حيث تمنعه هذه الأفكار من توقع الأفضل، ويخفض الشخص من مستوى توقعاته إلى المستوى الأدنى.

تحتل الأفكار السلبية حيزا كبيرا في تفكيرنا لدى يجب محاربته وتحويلها تجاه الأشياء الايجابية وتحويل النظرة التشاؤمية إلى النظرة التفاؤلية. وتجنب الوقوع في متاهة تدمير الذات وشغل الدماغ والضغط عليه بأشياء سيئة وغير مفيدة.

دوافع التفكير بسلبية

تتعدد الدوافع التي تجعل الإنسان سلبيا في حياته ومن أهمها يمكن أن نجرد:

  • انعدام ونقص الثقة بالنفس، حيث يسهل لأي فكرة او رأي أن يزعزع ثقة الشخص بنفسه، وغالبا ما تتأثر ثقة الشخص بذاته بشكل سلبي لكونه عاطفيا بشدة أو انفعالي في التعامل مع الأحداث، فكلما كانت ثقة الشخص بنفسه قوية ومؤمنا بأفكاره وقدراته كلما صعب التأثير به بآي شكل من الأشكال.
  • كما أن الإحساس بعدم الرضا عن النفس وعن الانجازات الشخصية تشعر الشخص بدرجة فشله وتغرس الفكرة في جوفه.
  • أيضا ملازمة العجز الدائم للشخص وانه غير قادر على إتمام أي مهمة بشكل جيد.
  • التمسك بالماضي وأحداثه والعودة إليه في كل مرة تجعل الشخص يعلق فيه ويربط كل ما يمر به في حاضره بمساوئ لأحداث ماضية.
  • خوف الشخص من معاودة التعرض لنفس خيبات الأمل مرة أخرى أو الشعور بالإحراج هذه الأشياء الماضية تترك انطباعا سيئا على حياة الشخص على المدى البعيد ويصعب عليه تجاوزها كتجربة التنمر في الصغر.
  • التعامل بعاطفية زائدة تجاه الأشياء والمواقف اليومية والخوف من التعرض للإحراج كلها أمور تؤثث لمزيد من الأفكار السلبية.

دوافع أخرى نحو السلبية

  • التشبث بالماضي كيفما كان وتخزين الأحداث السيئة التي أثرت بشكل سلبي في حياته.
  • تعد المقارنة من أهم مسببات التشاؤم، فالتركيز على مقارنة إنجازات وقدرات ومؤهلات الشخص بغيره يعود به دائما إلى نقطة الصفر ويدفعه إلى تجاهل مكامن ونقاط القوة لديه وذلك يؤدي إلى اختفائها واندثارها مع الوقت.
  • إهمال نقاط القوة وتجاوزها في كل موقف وإبراز نقاط الضعف.
  • إعطاء أهمية كبرى للأمور والإشكالات البسيطة والصغيرة وتعقيدها وهذا ما يزيدها تعقيدا وتترك آثارا سلبية في نفسية الشخص.
  • الميل إلى الانعزال والوحدة، وتجنب الأخر.
  • غياب أهداف وطموحات والإحساس بالجهل والفراغ الفكري وانعدام المعرفة ووجود ثغرات وفجوات في عقل الإنسان يشكل دافعا قويا في الإحساس بالتشاؤم، وهذا ينمي ويساهم في خلق البيئة المناسبة لنمو وتكاثر الأفكار السلبية وتعزيز قوتها.
  • البيئة المحيطة تلعب البيئة دورا مهما في التأثير على أفكار الشخص قراراته فالأشخاص السلبيين والمتشائمون سيكون تأثيرهم سلبا أكيد.
  • تبني الأفكار السلبية يكون مصاحبا دائما للقلق والخوف والتردد الدائم والنظرة إلى المستقبل بتشاؤم.
  • الوحدة الممرضة والابتعاد عن التجمعات والمشاركة الاجتماعية.
  • كلما كان الشخص عاطفيا يسمح لعواطفه بالتحكم به كلما ضعف أمام محيطه وسهل التأثير به وشحنه من قبل البيئة المحيطة به؛ وتجعله تلك الأفكار منصاعا وخاضعا بشكل كلي لمحيطه ومتأثرا بكل ما يدور حوله وخصوصا الأحداث السيئة والحزينة.

سبل التخلص من التفكير السلبي وتجنبه

  •   تقدير النفس واحترامها وذلك بتعزيز الثقة بالذات وبقدراتها على إيجاد حلول وتجاوز الصعوبات وتنميتها. وإنتاج وتبني أفكار شخصية وتقويتها من أهم سبل التخلص من السلبية المسيطرة على الشخص.
  • القضاء على الجوانب السلبية في الشخصية والاعتناء بالإيجابية منها. والتركيز على الأشياء المثمرة من شانه أن يحد من تدفق الأفكار السلبية ويعين على تجاوز القديمة منها.
  • ينبغي أن يكون الشخص حريصا على اختيار البيئة المناسبة ويبدأ ذلك بحسن اختيار الأشخاص المحيطين به والذين يمدونه بالطاقة الايجابية بدل العكس، لأن المحيط يلعب دورا أساسيا في تكوين شخصية الفرد.
  •  عدم المبالغة هي المشاعر والتمتع بالقدرة على موازنتها عن طريق الهدوء وتجنب التسرع والاسترخاء وتوفير الراحة اللازمة لذلك.
  •   الانفتاح على الرأي الأخر وترك مجال أوسع لأفكار جديدة تحل محل الأفكار القديمة ويجب أن تكون ايجابية.
  • تبني الفكر الإيجابي المتميز النظرة التفاؤلية تجاه كل شيء في الحياة وتجاوز منطق التوقع، ومن الأحسن أن يتقيد الشخص بالأشياء الآنية ويكون متأملا لما هو أحسن وأن يكون على يقين بأن كل شيء سيكون بخير.
  • توجد حاليا مجموعة من الدورات في مجال مهارات تنمية الذات والابتعاد عن السلبية في الحياة؛ حيث تدرس كيفية التفكير بإيجابية.
  • يجب أن يكون الشخص اجتماعيا ويشارك بقية المجتمع أفكاره وآراءه والانفتاح على الرأي الأخر والابتعاد عن العزلة والانطواء.

طرق مجربة لتجنب التفكير السلبي

  • العمل على إتمام المهام قبل الحكم بنجاحها أو فشلها.
  • اعتماد الهدوء والتمهل قبل اتخاذ أي قرار نهائي في المسائل الحياتية ودالك عن طريق السيطرة على الانفعالات ومختلف مشاعر الغضب.
  • تقوية الإرادة وامتلاك طموحات عالية وقوية تدفع بالإنسان إلى الاعتقاد بقدراته ويملك الدافع القوي لتحقيق أهدافه.
  • تبني الأفكار الجيدة والمفرحة وغرسها في العقل والعمل على محو جميع المكتسبات والأفكار القبلية السيئة لكي تجد الأفكار الجيدة متسعا لتنمو، وتتجدد وتتطور إلى أفكار أحسن فكلما أحسنت الاعتناء بما في داخلك انعكس على المظهر الخارجي.
  • الاستعداد للتعرض للفشل ومواجهة الحظ العاثر في أي لحظة بالتقبل الناضج لكل الأحداث.
  • اللوم، والمقارنة، والخوف أبرز الفيروسات التي تقضي على التفكير السليم. بالإضافة إلى ترديد كلمة لا أستطيع أو هذا يستحيل، أو فات الأوان أو لست مثل فلان أو يا ليثني فلان؛ كلمات كلها من شأنها أن تدمر الشخص وبسببها تفوته فرص لو استغلها في بدل التذمر لكان أفضل.
  • امتلاك الخيال الواسع والسماح للأحلام بالتطور والكبر. فبحر الأحلام كبير وواسع واستلهام الواقع من الأحلام شيء إيجابي في التخلص من جميع الأفكار المفشلة.
  • العودة إلى الماضي لأخذ العبر والدروس تكون مفيدة أكثر من التحسر على ما فات والنواح عليه.

استراتيجية العلاج بالطاقة البشرية

تتطلب مواكبة العصر وقافلة التطور البحث الدائم عن البدائل المثلى والعلاج لكل مشاكل العصر باستخدام مختلف الطرق والتكنولوجية الحديثة.

ولعلاج والتخلص من التفكير السلبي كان لزاما البحث عن حلول وطرق مجدية، ومثالا على ذلك الطرق الأسيوية في التخلص من الأفكار المحبطة المسماة باستراتيجية الكايزن وطريقة الاوتوجينك.

تقوم هذه التقنية على العمل بالإيحاء والتنويم المغناطيسي والعلاج بالطاقة البشرية. طبقت هذه التقنية في بادئ الأمر على الأطر الإدارية وبعد نجاحها طبقت على المستوى العالي والمحترفين في الرياضة، ثم العاملون بالإدارات المختلفة.

تعتمد هذه الطريقة على إقعاد الشخص في مكان هادئ بعيد عن الضجة، وتوفير سبل الراحة مع كأس من الماء. ويقوم الشخص بسرد وكتابة المشاكل والمتاعب التي يوجهها مع ذكر أسبابها والتحديات الواقفة في طريق تحقيق طموحاته.

كما يعمل بعد ذلك على جرد الحلول الممكنة لمواجهة هذه التحديات، ثم بعد ذلك ينتقل الشخص إلى كتابة الأهداف المراد الوصول إليها مع الطريقة التي ينوي اتباعها والمهارات التي يتمنى تطويرها بعد ذلك.

كما تعتمد هذه الطريقة على ضرورة امتلاك شخص قدوة ومثال يحتدى به والأشياء المميزة بدالك الشخص وتريد الوصول إليها. تم تأتي مرحلة شرب الماء والتنفس عبر الأنف ببطء تكون فيه مدة الزفير بتزايد لان كلما تزايدت مدة الزفير كلما استرخى الشخص بطريقة أفضل.

يقوم الشخص بعد ذلك بإغماض عينيه وتخيل نفسه في المكان الذي يتمناه بكل تفاصيله. وينتبه إلى الإحساس الذي ينتابه عند الوصول إلى ذلك المكان ويكرر العملية ثلاث مرات بنفس الطريقة مع الحرص على إضافة المزيد من الأحاسيس كل مرة.

بهذه الطريقة والمداومة عليها يقتنع اللاوعي بضرورة تحقيق ذلك الهدف ويساعد على ذلك وبالتالي يكون تخلص من جميع المكتسبات السلبية.

طريقة الكايزن

وتأتي عملية الكايزن في الاعتماد على تطوير الفكر وتطوير الأفعال والأعمال التي يقوم بها الشخص بشكل يومي. وعليه أن يقوم بإضافة أشياء إيجابية صغيرة كل يوم.
الكايزن هو التركيز على التحسن المستمر والدائم، وهي واحدة من أفضل الطرق التي من خلالها يتطور الشخص وإزالة التفكير السلبي تدريجا، ويتخلص كذلك من كافة الجوانب السلبية في حياته.

مقالات ذات صلة