التعلم الذاتي والتكوين مدى الحياة pdf

ما هي وسائل التعلم الذاتي 2023؟

بحث عن التعلم الذاتي 2023

أصبح التعلم الذاتي الملاذ الأخير أو بديل التعلم التقليدي، وينحصر مفهومه في قدرة الشخص على اكتساب المعلومات والمهارات والخبرات بنفسه دون الحاجة إلى اللجوء إلى أي مؤسسة أو أكاديمية أو أشخاص مؤهلين. تقوم هذه العملية بالاعتماد على النفس ويتخطى التعلم الذاتي التعليم التقليدي في كمية المعلومات التي يقدمها. التعلم الذاتي نشاط نابع من دوافع داخلية قوية وعن قناعة شخصية يتحدى فيها الشخص نفسه.

على ممارس التعلم الذاتي أن يتسلح بمجموعة من الدوافع كتحسين وتطوير نفسه ومداركه وقدراته إلى جانب ذلك يتوجب عليه أن يخط أهدافا ينبغي بلوغها في الأخير، وأن تكون عملية ممنهجة لتسهيل صعوباتها. فما هي وسائل التعلم الذاتي والتكوين مدى الحياة وماهي خصائصه ومميزاته؟

خصائص ومميزات التعلم الذاتي

تتحكم مجموعة من العوامل في صيرورة التعلم الذاتي، مثل عمر الشخص ومستواه المعرفي والثقافي ومستوى ذكائه، وقدراته العقلية والاستيعابية، وكذلك المعيقات الجسدية، والنفسية والمحيط الاجتماعي.

ومن جهة أخرى مدى قوة الدافع والإرادة للاستمرار بهذه الطريقة في التعلم والتطور، ومن أهم سمات التعلم الذاتي:

  • اختلاف قدرات ومهارات، وحاجات كل شخص والتي يجب مراعاتها في العملية التعليمة.
  • العمل على بدل جهد ذاتي مضاعف وفقا للمعرفة والمهارة التي يسعى الشخص لاكتسابها.
  • تحدي الشخص لنفسه وتحمل نتيجة قراره والحر على بلوغ أهدافه.
  • تفادي استعمال الأساليب التقليدية في التعلم، والبحث عن أساليب وطرق جديدة غير اعتيادية وغير مألوفة.
  • حصر مستوى الفرد التعليمي وتقييمه بالاعتماد على معارفه ومكتسباته القبلية أي ما يصطلح عليه بالتغذية الراجعة، إذ يساعد ذلك على تكوين فكرة واضحة على الشخص ومدى استعداده، ومعرفة ما يلزمه من جهد ووقت، ومهارات للوصول للهدف المُنشود.
  • حسن اختيار المنهج والطريقة المثلى وترك المتعلم يختار بحرية المنهج الذي يريحه والأساليب التي يريد تتبعها والأنشطة التي يريدها.
  • يجب أن يكون شعار المتعلم، التعلم الذاتي هو تعلم مدى الحياة، وعملية مستمرة ولا يجب توقيفها.

أسباب ظهور التعلم الذاتي

لمواكبة ما يعرفه العالم من تطورات وأحداث، كان لزاما أن تظهر أنماط جديدة من التعلم تواكب هذه التطورات، ومن هنا يستحسن استحضار حاجة الفرد للتعلم الذاتي، وهي كما يأتي:

  • تطوير المستوى المعرفي لمواكبة ما يشهده العالم من انفجار في مختلف الميادين رغبة في بناء مجتمع متطور وقائم على العلم والمعرفة.
  • تغيير والابتعاد عن الطرق المعتادة والروتينية في التعليم.
  • تغطية حاجيات السوق التنافسي وذلك بتوفير جميع المهارات.
  • تطوير المهارات وزيادة المعارف المتعلقة بالعمل أو الدراسة.
  • المُساعدة في اكتساب مهارات فردية في إيجاد حلول لمختلف المشاكل الشخصية والمهنية بنفسه.
  • الحاجة الدائمة للمعرفة والمعلومات الجديدة في أي وقت.
  • سهولة التعلم عن بعد في جميع المجالات وبكافة اللغات وبشكل مجاني.

غاية التعلم الذاتي

   تتنوع أهداف التعليم الذاتي باختلاف غايات المتعلم وتنوعها واختلافها من شخص لأخر، والمتمثلة فيما يأتي:

  • زيادة المهارات والمعارف اللازمة لتطوير الذات والثقة بالنفس.
  • تحدي النفس ودفعها للتعلم بالاعتماد على النفس للمضي قدما للأحسن بنفسه.
  • المساعدة في بناء مجتمع هادف وبناء، وجعل عملية التعلم الذاتي ثقافة راسخة فيه.
  • ترسيخ فكرة التعلم الذاتي مدى الحياة.
  • من أهم مميزات التعلم الذاتي هو عدم التقيد بالزمن والمكان، فهما لا يشكلان عائقا.
  • التعلم الذاتي يمكن من اكتساب أكبر قدر من المعلومات ومن المعارف والخبرات بطريقة مرنة وسهلة بالإضافة لتكلفتها المنخفضة.

دور التعلّم الذاتي

يتلخص دور التعلم الذاتي واهداف التعلم الذاتي فيما يلي:

  • مسايرة التطور العلمي والتكنولوجي الحاصل في العالم مواكبة الانفتاح المعرفي.
  • توفير جميع المعلومات بأقل جهد وتكلفة واختصار الوقت. ودون الحاجة إلى التنقل.
  • إكساب المتعلم مهارات التواصل الإيجابي والفعال وتعزيز مشاركته أثناء عملية التعلم.
  • تنمية قدرات المتعلم وتغيير سلوكياته، وزيادة ثقته بنفسه.
  • إغناء الرصيد المعرفي والثقافي رفع المستوى الدراسي.
  • تفجير المواهب واكتشافها وصقلها، وإعطاء الفرصة للإبداع.

أهم المهارات الخاصة بالتعلّم الذاتي

للتمكن من عملية التعلم الذاتي لابد للفرد من الاتصاف بمجموعة من المميزات؛ كما تستلزم الاتصاف مجموعة من المهارات، التي نذكر منها:

  • الإلمام بجميع جوانب عملية التعلم الذاتي، والاستعداد لها جسديا ونفسيا وضرورة وجود دافع.
  • توفير البيئة والظروف الملائمة لإنجاح عملية التعلم، والوصول إلى الأهداف المسطرة.
  • الانفتاح على جميع الآراء وتقبل النقد.
  • التميز بمهارة إدارة الوقت لأهميتها في إنجاح العملية.
  • التحكم في النفس وتفادي الضغوطات.

منابع التعلم الذاتي

 تتنوع المنابع والمصادر التي يمكن للشخص من خلالها أن يتعلم بشكل ذاتي ومستقل، وتتنوع هذه المصادر بتنوع الأهداف التي يسعى الشخص لتحقيقها، وندكر منها:

  • المواقع الالكترونية المتعددة والبرامج المتاحة عبر الشبكة العنكبوتية.
  • الندوات التعليمية والمحاضرات، والأنشطة الثقافيّة والعلمية.
  • المراجع والكتب، والمنشورات الورقية.
  • وسائل الإعلام المتعدد كالتلفاز ومواقع التواصل الاجتماعية.
  • مجموع المواد التعليمية الممنهجة كالمطبوعات المرئية والمسموعة والمكتوبة.
  • البرامج التعليمية المختلفة والمتوفرة بأشكال عديدة.

إقرا موضوع أهمية التعليم والتعلم للمزيد من الإفادة.

أساليب التعلّم الذاتي

توجد مجموعة من الطرق المتبعة من أجل تحقيق عملية للتعلم الذاتي، وذلك من خلال العناصر التالية:

برنامج التعلم الذاتي: يتم بوضع برنامج أو برامج مجزئة ومتسلسلة. ويراعي فيها المتعلم قدراته العقلية والمعرفية وسرعته وطاقته الاستيعابية حتى يتمكن من مجاراته وانجازه.

  • التعلّم من خلال التكنولوجيا: يتم عن طريق استخدام منصة الانترنيت قصد أخد المعلومات المراد تعلمها. وذلك بالشكل الذي يريده الشخص إما عن طريق الكتب PDF أو عن طريق فيديوهات أو وثائقي، أو تسجيل صوتي بصيغة MP3، الخ؛ وبهذه الطريقة يستطيع كل شخص الحصول على المعلومات التي يريدها بالصيغة التي يريد.
  • البحث والتحليل: التحلي بروح الاكتشاف وطرح التساؤلات وتجنب أخذ الأمور كمسلمات. يجب امتلاك روح البحث والتحليل والشك والتفسير تم التبني.
  • تكوين مجموعة للتعلم: يشكل تبادل الآراء وتنوعها من أهم مصادر زيادة المعارف وتنوعها. وقد يظن العديد من الناس أن هذه الطريقة من التعلّم هي عكس التعلم الذاتي؛ ولكن التعلم داخل مجموعات صغيرة يوسع مدارك الشخص ويمده بمعارف مختلفة ومتنوعة.
  • مواجهة المشاكل لكسب الخبرة: وتعني محاولة إيجاد حلول لمختلف المشاكل بشكل فردي، وهذا يعني قدرة الشخص على ابتكار وخلق حلول مبدعة بالاعتماد على نفسه دون اللجوء إلى الأخر.
  • مشروع شخصي: اعتماد فكرة القيام بمهمة أو مشروع يتكلف فيها المتعلم بجميع التفاصيل من البداية إلى النهاية. ويكون المتعلم فيها مسؤولا عن النتائج كيفما كانت.
  • التعلم بالزيارات الميدانية: تقوم هذه الطريقة على البحث في الخارج أو الميدان وذلك بزيارات مختلف الأماكن الثقافية والترفيهية كالمتاحف والآثار، والمؤسسات المتنوعة، والأماكن العامة كالبحر والغابات. ذلك يساعد في التطبيق العملي للمكتسبات وتأكيد المعلومات والتحقق منها وتوثيقها وزيادة الاقتناع بها.
  • التعلّم باستخدام المهارات التمثيلية: إذ ترتكز هذه العملية على تقمص المتعلم لدور المعلم والمتعلم في آن بحيث يقوم بإلقاء المادة المقروءة على نفسه وشرحها أيضا لنفسه.

خطة التعلم الذاتي

الكثير من الأشخاص يلجؤون إلى زيادة ساعات التعليم اعتقادا منهم انه بدالك سيزيدون في تعليمهم الأكاديمي. لكن التحصيل الأكاديمي المرتفع يعتمد بشكل كبير على إتباع مجموعة من السبل والخطط ونذكر منها:

  • اختبار المعارف المكتسبة: في نهاية أي مرحلة تعليمية ينبغي إجراء اختبارات أو امتحانات تقويمية. هذه الاختبارات ترسخ المعلومة في ذهن الطالب ويقوم باسترجاع مختلف المعارف والمكتسبات أثناء فترة الاختبار. وتتنوع هذه الاختبارات بين تحريرية واختبارات موضوعية كلها تعمل على تنشيط الذاكرة وحفظ المعلومة.
  • أسلوب التفسير والشك: تقوم هذه الطريقة على مبدأ طرح التساؤلات واعتماد الشك والتحليل والتفصيل في جمع المعلومات. وهذا من أهم طرق تحفيز الذاكرة قصد فهم المادة بشكل أوضح واستغلالها في إيجاد حلول لمختلف المشكلات.
  • التقسيم على مراحل: خلال الدراسة أو الاستعداد للامتحانات ينصح بتقسيم المادة أو المواد إلى مجموعة من الأجزاء ودراستها على مراحل زمنية. وبالتالي توزيع الجهد كما تضمن هذه الطريقة استرجاع المعرف بسهولة ولفترة أطول وتجنب عملية التكرار لنفس المادة أو الجزء كل يوم.
  • دراسة مجموعة من المواد: يمكن اعتماد هذه الطريقة في جميع المستويات حيث تقوم على التنويع أثناء الدراسة، حيث تقوم على دراسة مجموعة من المواد المختلفة في زمن واحد عوضا عن تكرار نفس المادة. وتنمي هذه الطريقة مهارات العقل في التصنيف وإيجاد حلول لمختلف المشاكل بسهولة والقدرة على كسب المزيد من المعلومات والاحتفاظ بها لأطول مدة ممكنة.

مراحل التعلم الذاتى

تتنوع وتتعدد الطرق المتبعة للتقدم والارتقاء بالعملية التعليمية عند تطبيق أسلوب التعلم الذاتي، أهم هذه الطرق:

  • تسطير الأهداف المراد الوصول إليها: التخطيط للمستقبل يجب على الطالب أن يضع أهدافه نصب عينيه في جميع مراحل التعلم الذاتي وخاصة مرحلة البحث عن الموضوع، أو السلوب الذي يود إتقانه.
  • معرفة الطريقة المختارة: اختيار الطريقة المناسبة والأمثل في التعامل مع العملية التعليمية. وتحديد الطالب للوسيلة التي سيتبعها والموضوعات التي تتناسب مع اتجاهاته وميولا ته الأكاديمية.
  • تقوية الحوافز الداخلية: وذلك عن طريق تحدي النفس ودفعها إلى الرغبة في المزيد من التعلم والمعرفة.
  • امتلاك فكرة شاملة من الموضوع: تحليل الموضوع وتشكيل فكرة رئيسية شاملة عنه. ثم إضافة معلومات أكثر دقة في كل مرة من اجل الإحاطة بكل التفاصيل والاشياء الدقيقة المتعلقة بالموضوع.
  • تطبيق المكتسب على الواقع: أي ضرورة تطبيق ما تم تعلمه على الواقع ليبقى راسخا، بالإضافة إلى وضع أهداف جديدة كل مرة لتفادي التوقف والتهاون.
  • مشاركة المعلومات: مشاركة المعلومات المكتسبة مع الآخرين وعدم التفرد بها لزيادة وتعزيز الثقة بالنفس.
  • مراقبة عملية التعلم الخاصة بالطالب: على الطالب متابعة ما تم تعلمه، والتحقق من مدى قدرته على إنجاز أهدافه التي وضعها ومتابعتها وتقييمها بشكل مسّتمر، ويكون ذلك وفقاً للمعايير التي وضعها الطالب بنفسه.

مقالات ذات صلة