تاريخ مفهوم الديداكتيك

مراحل تطور مفهوم الديداكتيك

متى ظهر الديداكتيك كمفهوم؟

ظهر مفهوم الديداكتيك منذ القدم وبالتحديد بدأ بزوغه واستعماله لأول مرة في مختلف الأشكال الأدبية التربوية في القرن 17 ميلادي. لكنه كغيره من المفاهيم ليس مفهوما ثابتا لكونه تعرض لمجموعة من التغييرات والتطورات، وتزايدت معانيه وتوسع وتشعب مفهومه، وما زال يكتسب معاني جديدة إلى حدود الآن ومنذ نشأة الديداكتيك. في الفقرات التالية سنتطرق إلى ما هو الديداكتيك؟ وتعريف الديداكتيك لغة واصطلاحا، كما سندرج الانتشار التدريجي أي تاريخ الديداكتيك كمفهوم.

ظهور مفهوم الديداكتيك

تطور مفهوم ديداكتيك فقد عرفت كلمة ديداكتيك على أنها مرادف ومفهوم صناعي لكلمة تعليم، وهي مفرد تعليمي في اللغة العربية بما يعنيه فعل علم بمعنى في اللغة العربية أي رشم أو وضع إشارة لتمييز شيء معين وعلَّمه.

ويشير معنى الديداكتيك وتعريف كلمة ديداكتيك في اللغة الفرنسية والتي انحدرت من أصول يونانية إلى فعل فلنتعلم أي نتشارك في عملية التعليم ونتعاون.

تاريخ الديداكتيك كمصطلح، استعملت كلمة ديداكتيك في مجال علوم التربية في المرة الأولى سنة 1613م وتم تقرينه بفعل التعليم. كما أعتبر فنا للتعليم واستخدم على هذا الأساس وفي تلك الفترة تعني أيضا شكلا من أشكال المعارف التجريبية، والمهارات والخبرات التعليمية. وفي سنة 1657م اكتسب مفهوم الديداكتيك معنى جديدا فقد أنضاف إلى دوره في المجال التعليمي كفن التعليم، دور آخر واعتبر فنا تربويا أيضا، لأنه يعطي فكرة عامة لفن التعليم على اختلاف المواد التعليمية. وذلك بالرجوع الى كل من كيشوف هليفج ووراتيش وكامنسيكي في كتبهم وأبحاثهم.

تعرف العلاقة بين البيداغوجيا والديداكتيك وعلوم التربية

الديداكتيك في القرن 19

بالنسبة لسياق تطور مفهوم الديداكتيك ففي بداية القرن 19 وتاريخ الديداكتيك وتغير مفهومه وتوسع ليتجاوز مفهومه كفن للتعليم ليشمل مجال التربية الفردية. يمتد تاريخ الديداكتيك بعد أن وضع الفلاسفة المختصين المبادئ الضرورية للعملية التعليمية بنية تربية الأشخاص.

هذه النظريات تهتم بجميع النشاطات التي يقوم بها المعلم، والمتعلقة بعمليات التعليم. كما اهتم الفلاسفة بالطرق والسبل الأساسية لتمكين المعلمين من الحصول على المعلومات والمعارف. تبنى الفلاسفة نظرية أن مهمته الأساسية هي إعطاء تفسيرات لمختلف التصرفات والأنشطة الخاصة بالمعلم مع مراقبة العملية التعليمية.

بعد ظهور تيارات جديدة في مجال التربية في نهاية القرن 19 وبداية القرن 20 والتي تفيد وتقر بأهمية النظرية التعليمية التعلمية والأنشطة المؤثرة والجيدة والتفاعلية للمتعلم في هذه العملية.

أنواع الديداكتيك

يتجزأ مفهوم الديداكتيك لنوعين او صنفين أساسيين هما:

  1. الديداكتيك العامة
  2. الديداكتيك الخاصة

مفهوم الديداكتيك العام: هذا النوع يتم بشراكة مع المدرسين رغم اختلاف تخصصاتهم. فتشمل دراساته مختلف طرائق التدريس عامة ولا يتعلق بمادة واحدة فقط. يتضمن الديداكتيك العام ثلا مجزؤات أساسية هي:

  • التقويم
  • التدبير
  • التخطيط

الديداكتيك الخاص: يختص هذا النوع بمادة وتخصص معين. ويتم تخصيص الديداكتيك الخاص وفق احتياجات المدرس ونوع التخصص وطبيعة المادة الدراسية. لذاك الديداكتيك الخاص يصعب الإحاطة به.

مواضيع ذات صلة:

بيداغوجيا الأهداف

بيداغوجيا حل المشكلات

المفاهيم المؤسسة لمفهوم الديداكتيك

يرتكز مفهوم الديداكتيك على بثلاث مفاهيم رئيسية. وهي بالتفصيل كالتالي:

التعاقد الديداكتيكي: التعاقد الديداكتيكي او العقد الديداكتيكي، يعنى به مختلف القواعد والقوانين والضوابط التي تؤطر الزاوية التفاعلية بين المدرس والمتعلم والدرس او المعرفة. يمكن إتبار التعاقد الديداكتيكي شكلا من اشكال الالتزام المكون للبنود والقوانين التي نظم وتسير العلاقة بين المدرس والمتعلم. تكون هذه البنود معلنة عنها وأخرى تكون ضمن في العملية التعليمية التعليمة.

النقل الديداكتيكي: هي العملية التي يمارسها المدرس او المعلم حيث يقوم بنقل المعرفة من الإطار الأكاديمي لها إلى معرفة قابلة ويمكن تدريسها. حيث يقوم المدرس بمراعاة المستوى التعليمي للتلاميذ المستهدفون من خلال هذه المعرفة.

المثلث الديداكتيكي: هي وضعية مدرس-متعلم-معرفة. وهي الوضعية التعليمية التي تجمع بينهم والتي يتم فيها توضيح وشرح علقة كل عنصر بالعنصرين الاخرين، للتوضيح أكثر:

  • علاقة مدرس-تلميذ: يتم فيها تفعيل الزاوية والجانب البيداغوجي وتطبيقه في إطار التعاقد الديداكتيكي.
  • علاقة مدرس-معرفة: في هذه العلاقة يدرس الديداكتيك السبل والطرق والآليات التي يمكن للمدرس السير عليها من اجل نقل ديداكتيكي فعال وناجح
  • علاقة متعلم-معرفة: يهتم الديداكتيك في هذه الحالة بالطرق والآليات التي يمكن للمتعلم من خلالها اكتساب والوصول للمعرفة سيكولوجيا. أي الطرائق العلمية السيكولوجية.

بالنسبة لمعلم او المدرس فضبط والتمكن من هذه المفاهيم يعد امرا ضروريا ومهما.

مبادئ الديداكتيك

التدرج والاستمرارية: يتضمن التدرج في بناء الكفاءات والتنامي في المضامين والتنامي في القدرات، التنامي في بناء المفاهيم والمعارف.

التركيز على الكيف: فيه يتم التركيز على الكفايات الاساسية، والأولويات الممتدة وتجاوز التراكم الكمي للموضوعات والمعارف لدى المتعلمين.

التنويع: في حالة لم يتمكن المتعلم من اكتساب المعرفة المرادة واستحال ذالك فلن يكون الحل بالإكراه والتكرار لكن يجب البحث في هذه الحالة عن طرق ووسائل أخرى متنوعة لتحقيق دراستها الهدف. مثل:

تنويع وضعيات ديداكتيكية تقويمية وداعمة

صياغات متنوعة للمعرفة بطريقة بسيطة ومركبة

إتباع طرق تنشيط متنوعة وممتعة، تتناسب مع المتحكمات الديداكتيكية مثل العمل في مجموعات وغيرها.

الاستعانة بمعينات ديداكتيكية مناسبة من اجل بناء المفاهيم والمهارات المرادة

إعطاء معنى للتعلمات: عن طريق الاستناد لوضعيات دالة، واستعمال دلالة مرتبطة بالطفل والمتعلم ووضعيات قريبة له. يومكن ذالك من خلال:

  • جعل التفاعل مع الوضعيات تلقائيا لا يكون الحامل فيها عائقا
  • إعطاء معنى للتعلم اي له جدوى، لكي يقوم الطفل بمجهود من اجل التعلم.
  • جعل المتعلم يمثل محيطه.

التكامل بين الوحدات: ويكون اما تكامل افقي وتكامل عمودي.

التكامل الافقي: يكون بين كل مكونات مادة دراسية او مكونات مستوى دراسي، يستجيب لما اتت بيه المقاربة بالكفايات او بيداغوجيا الكفايات. حيث تمثل تنمية قدرات المتعلم الغاية الأساسية للوحدات الدراسية. الشيء الذي يتطلب تعبئة مجموعة من الموارد الاساسية.

تكامل عمودي: اي التكامل بين المناهج والرامج المسطرة لكافة مستويات السلك الابتدائي.

التقويم: هي عملية يقوم بها المعلم او المدرس وترافق كافة انشطة ومستويات ومراحل التعلم والتعليم.

خلاصة في الديداكتيك

بعد التعرف على الديداكتيك والبيداغوجيا يمكن القول بأن الديداكتيكي يعتبر الجزء العملي والتطبيقي للبيداغوجيا المختلفة. لدى فالإلمام بمختلف جوانبهما سيجعل تدبرهما والتمييز بينهما امرا سهلا وبسيطا. ويمكن الإيجاز والقول بأن:

الديداكتيك يؤطر علاقة المدرس بالمادة التعلمية التي يقوم بتدريسها.

البيداغوجيا تقوم بتأطير علاقة المتعلم بالمدرس او العكس.

مواضيع مهمة:

بحث حول النظرية السلوكية

بحث حول النظرية المعرفية