مفهوم الديداكتيك في التعليم
علاقة الديداكتيك بعلوم التربية
محتويـات
مفهوم الديداكتيك التعليمية
الديداكتيك كمفهوم لا يعتبر مجالا أو علما قائما بذاته أو أنه انشق من أحد المجالات المعرفية. يعرف مصطلح الديداكتيك على انه مرادف لكل من مفهومي البيداغوجيا أو التعليم. غير أن هذا التعريف يلغي دور الديداكتيك الأساسي الذي يتمثل في التحليل، والتفسير، والطرق والأساليب المتبعة في عملية التعليم. وأيضا سبل معالجة الإشكالات التي تواجه التعليم. وبمعنى أدق فالديداكتيك هو منهجية ونسق تربوي يتبع في تفسير مختلف الوضعيات المشكلة التي تحدث أثناء العملية التعليمية، وإعطائها أبعادا وتفسيرات علمية دقيقة وصحيحة.
العملية الديداكتيكية
عملية الديداكتيك تأتي قبل فعل التعليم وتتلخص في عملية البحث في مادة معينة ودراستها بطريقة شمولية بغية تعليمها.
إذن فهي عملية سابقة لعملية التعليم تواجهها إشكالات منها: يتعلق الإشكال الأول الذي يتمثل في مكونات المادة ودرجة واقعيتها وهذا راجع إلى المعلومات التي تعالجها لكونها مستهلكة، أما الإشكال الثاني يتعلق بالحالة النفسية وسيكولوجية الشخص أثناء عملية التعلم.
ما هو الديداكتيك؟
إلى الأن لم يتم تعريف الديداكتيك على أنه علم مستقل بنفسه بالرغم من تطوره، كما انه ليس متوقعا أن يصبح كذلك في قادم الأيام. لكن من الضروري ومما لا شك فيه أن العملية التعليمية تحتاج توفير بيئة خاصة وتحليلها لملائمتها مع العملية وهذا يحتاج إلى تكثيف الدراسات، والتنقيب عن أساليب فعالة لتبسيط عملية التعلم وتوفير تواصل جيد وتحقيق أهداف هذه العملية التربوية.
يتفرع الديداكتيك من البيداغوجيا ويهتم بالبحث في عملية التدريس والتعمق فيها، كما انه يعنى مختلف الأساليب، والمناهج، والنسق المتبعة في تفسير وبناء استنتاجات عن مختلف الظواهر الخاصة بعملية التدريس بكل مكوناتها. كما عرف على انه تحليل للمادة قصد تعليمها ويتحداه حاجزان يتمثلان في الفهم المنطقي للمادة المراد دراستها من حيث مكوناتها وواقعتها والحاجز الثاني يتمثل في نفسية المتعلم أثناء التدريس. والتعريف البسيط يعرف الديداكتيك على انه مختلف الأساليب والآليات والمناهج التي يستعان بها في عملية التدريس.
يعرف مفهوم الديداكتيك على انه التحليل والبحث العلمي لترشيد وتفسير مختلف الإشكالات والمواقف التي يواجهها التعلم أثناء العملية التعليمية، بهدف تحقيق مكاسب سواء شخصية نفسية أو جسدية، ومن المعروف أن كل دراسة أو تحليل علمي. تقوم مبادئ أساسية ضرورية منها تبني الرؤية العلمية في استخلاص المعلومات، ومصاحبته بالتجارب التطبيقية للوصول إلى نتائج دقيقة منطقية وصحيحة.
إطلع على موضوع طرائق التدريس القديمة والحديثة وأساليبها
الدراسة الديداكتيكية
ترشح البحوث الديداكتية الرؤية أو الموقف العلني الذي يكون فيها المتعلم أي التلميذ المحور الرئيس فيها. بمعنى أخر أن دور الدراسة الديداكتيكية هو تبسيط المواد وتسهيلها لكي يفهمها المتعلم بشكل جيد وذلك عبر نهج أساليب تربوية مناسبة له وبسيطة، مع توفير جميع الاحتياجات الضرورية المساعدة على ذلك.
الديداكتيك لا يمكنها أن نؤدي هذا الدور لوحدها لأنه يحتاج إلى معارف ومعلومات متعددة قبلية، ولذلك تحتاج الدراسة العلمية للتلميذ الاستناد إلى كلا من السيكولوجيا بجاني البيداغوجيا لتحليل نفسية التلميذ والطرق والوسائل المساعدة لترشيد سلوكه.
في نهاية المسير يجب أن تحقق الأهداف المنصوص عليها في العملية التعليمية التعلمية مع أخذ الإحاطة الشاملة بجميع السلوكيات الإنسانية بعين الاعتبار.
بالتفصيل يجب أن نلمس تأثيرات هذه الدراسات والتنظيمات في كمية المعارف والمعلومات التي تبقى راسخة في ذهن المتعلم. وأيضا على مستوى السلوكيات النفسية والتصرفات الحركية وردود أفعال المتعلم بالإضافة إلى المواهب والمهارات.
اهداف الديداكتيك
الديداكتيك يهدف إلى تبسيط الوصول إلى المعارف بأساليب متنوعة، وسهلة لذا فهو يعتمد على التطبيق العملي للنظريات مع تجريب وتنويع في الطرق البيداغوجيا.
تنطبق مميزات العلوم التطبيقية على الديداكتيك.
هدف الديداكتيك تأسيس طرق وأساليب علمية وتحقيق الأهداف العملية المسطرة.
لا يمكن للديداكتيك القيام بعمله دون الاستناد إلى عوم اخرى مثال الاببستمولوجيا والسوسيولوجيا والسيكولوجيا وغيرها من العلوم الأخرى التي تهتم بدراسة الانسان من مختلف جوانبه المختلفة والمتنوعة.
الديداكتيك حقل معرفي
باعتبار الديداكتيك حقلا معرفيا خاص فهي تعتمد المنهج العلمي لأنها:
بالنسبة لمجالات البحث الديداكتيكي فهو لا يكتفي بتأمل الظواهر والتفكير فها بل تتعداه إلى تفسيرها وتحليلها وإعطاء نتائج مبنية على تحليلات علمية.
تتجاوز في دراستها الأفكار الفلسفية والأسطورية الخيالية أي ما وراء الطبيعة.
بالاستعانة بالمعارف الجديدة والعودة إلى المكتسبات القبلية يمكن لديداكتيك أن ينهج أسلوبا متجانسا ومتغيرا من المعلومات.
سيصبح الوصول إلى نتائج إذا استعملت أساليب دقيقة وصحيحة ودرست بطريقة علمية ممنهجة.
يقوم الديداكتيك بالاستناد إلى المعلومات السيكولوجيا المتعلقة بالأطفال. وبمستواهم العلمي مع الاستعانة بالبيداغوجيا التي تهتم بالتربية بالعموم لكي تساعد التلاميذ في الوصول إلى المعارف والمعلومات أو اتقان أساليب وطرق ومهارات معينة. وهذه هي المهمة التي يبحث لها الديداكتيك عن حلول جذرية.
تهدف الديداكتيكية إلى الربط بين مختلف مكونات الإشكالات البيداغوجيا ومكانها الرئيسي بقصد تبسيط الأمور على التلاميذ بدراسة المواقف والإشكالات المطروحة في الصفوف الدراسية.
الديداكتيك يقوم على التطبيق التجريبي كعلم إنساني. وإعادة النظر في الأساليب والطرق البيداغوجيا والمناهج الاستراتيجية التي تساعد على الوصول وتحقيق مكاسب وتنظيم النسق التربوية.
الديداكتيك وعلوم التربية
تكمن علاقة الديداكتيك بعلم النفس بكونهما متصلان ببعضهما بشكل وثيق. بالإضافة إلى اتصالهما بمعارف تعليمية وسوسيولوجيا، كما أنها تبنت معارف كثيرة من الحقول والأشكال المعرفية العديدة والمتنوعة.
وعرف الديداكتيك على أنه علم مساعد ومساند للبيداغوجيا. وبجانب دوره التربوي فقد أضيف إليه دور أخر يتمثل في تأسيس الاستراتيجيات والبيداغوجيا التي تعين على الوصول إلى الأهداف المحددة.
وبالنسبة للتطورات الجديدة التي طرأت على مفهوم الديداكتيك فقد سعا إلى خلق وإنشاء مفهوم خاص لها والتأسيس له بفضل التقدم الحاصل في المجالات العلمية الرئيسية.
بناء على هذه المعطيات فقد استقلت الديداكتيك عن العلوم المتنوعة الأخرى. وقد أجريت مجموعة من الدراسات والأبحاث الموسومة بطابع ديداكتيكي، في العديد من الدول. سواء المتقدمة والدول التي تسير في طريق النمو، والتي كان هدفها التأمل في المواد التعليمية ومعانيها، والبحث عن أساليب واستراتيجيات لتدريس وتعليم هذه المواد وتبسيطها على المتعلم.
علاقة الديداكتيك بالعلوم الأخرى
تكمن أهمية الديداكتيك في انه يستند في دراساته وتحليلاته على المعلومات التي توفرها مختلف الحقول المعرفية الأخرى، والتي أبرزها:
- علم النفس: أو ما نسميه علم السيكولوجيا الذي يهتم بدراسة السلوك والشخصية والادراك، والعلاقة التي تقوم بين الأفراد، بصفة عامة كل ما يتعلق بالأنشطة العقلية والسلوكية.
- مجال المواد العلمية: التي تتمثل في العلوم بمختلف أنواعها، الرياضيات، الأدب، الفيزياء، الكيمياء، الهندسة، اللغات الخ.
- الحقل الابستمولوجي: الذي يدرس طبيعة المعرفة وطرق الحصول عليها، واستخدم هذا المصطلح لأول مرة من طرف جيمس فريدريك فيرير الفيلسوف الإسكتلندي.
- المجال السوسيولوجي: والذي يتمثل في العلم الذي يقوم على دراسة المجتمع أو مجتمعات مختلفة قصد دراسة كافة القوانين والأليات التي تؤثر في تغير وتطور هذه المجتمعات.
تتمثل المهمة الرئيسية فيا يخص مفهوم الديداكتيك في تفسير وتحليل الصعوبات التي تواجه مختلف الوضعيات التعليمية التعلمية ومحاولة إيجاد حلول لها. بعد اختيار الأساليب والأليات للتعامل معها وتجريبها وتقييمها، قصد الوصول إلى النتائج المرضية. وهذا بالاستعانة بـالإشكالات التربوية والأساليب والنسق، والسياقات والطرق المنهجية لفهم المادة.
تتخذ الدراسة الديداكتكية بعض الحقول والعلوم التربوية والبيداغوجيا بحوثا لها تقوم بدراستها وهذه الحقول هي:
تقوم بنهج الوسائل المناسبة واختيارها على نحو جيد من أجل ضمان توصيل المعلومات والمكتسبات اللازمة وتجديد المعارف.
اختيار آليات الفحص والتقييم.
مواضيع ذات صلة:
أنواع الديداكتيك
توجد ثلاث أنواع رئيسية من الديداكتيك التي يمكن التمييز بينها وهي:
- الديداكتيك العام: يهدف هذا الصنف لتطبيق مجموعة من القوانين والمبادئ نتاج بحوثها على المواد الدراسية الممنهجة. وتنقسم في تطبيقها لقسمين أساسيين هما:
ديداكتيكية عامة خاصة بالوضعيات البيداغوجية تمنح المعطيات الأساسية والقاعدية التي تعد أساس التخطيط ودراسة أي موضوع حيث ان لكل مستوى كيفيته وطريقته.
ديداكتيكية عامة تهتم بقوانين وقواعد التدريس وتعلم مادة دراسية محددة وبشكل خاص.
- الديداكتيك الخاصة: تقوم بالاهتمام والتخطيط لعملية التدريس وتعلم مادة دراسية معينة.
- الديداكتيك الأساسي: هو قسم من الديداكتيك يحتوي مجموعة من الأفكار النظرية والقواعد والاسس العامة المرتبطة بتخطيط الوضعيات البيداغوجية من دون القيام بممارسات تطبيقية خاصة.
مواضيع اخرى مهمة:
قواعد الديداكتيك
يتبع الديداكتيك عددا من القواعد والقوانين ومنها ندرج قانونين رئيسين أساسيين وهما:
الدراسة الشاكلة لخصوصيات الطفل أو ما يطلق عليه بأنثروبولوجيا الطفولة ومدى التفاعل الحاصل بينه وبين المدرس. وهنا يجب الربط بين تصرفات الطفل الطبيعية والبيئة المحيطة به والتي يكبر فيها أي محيطه الأسري والعائلي. بالإضافة إلى النظر إلى انثروبولوجيا الطفل وهي إلقاء نظرة على تاريخه الشخصي، والجو الذي نبت فيه من عادات وتقاليد وأفكار مكتسبة. وبالإجمال هي الإحاطة بجوانب الإنسان المختلفة الماضية والحاضرة والمتوقعة.
باحترام وتطبيق هذه القواعد الضرورية يتمكن الديداكتيكي من رسم دائرة المواضيع التي يتوجب عليه دراستها ومعالجتها وهذا هو القانون الأول للديداكتيك تحديد مجال الاشتغال.
أما بالنسبة إلى ثاني قاعدة خاصة بالديداكتيك فهي ترتبط أساسا بالعملية التعليمية التي تجرى داخل الفصول الدراسية. وتعمل على دراستها ومعالجتها وفق منظور واقعي ظاهر بعيدا عن التوجهات الفلسفية الظهرانية أو الفينومنولوجيا. وذلك عن طريق تحليل وتفسير التفاعلات التي تتم خلال عملية التدريس أي تفسيرها تفسيرا علميا منطقيا.
وبناء على هذه المعارف يكتسب الديداكتيك الخاصية العلمية، حيث يعتمد على تفسير إشكالات التعليم والتعلم بمعنى؛ الإشكال الديداكتيكي. ولهذا تستند الدراسة في الديداكتيك على إتباع نمطين مهمين وهما:
البحث ومعالجة الوضعية التربوية دراسة أولية كما يراها الباحث وتبدو له في الواقع وتسمى المستوى الأفقي.
دراسة تقوم على الإحاطة بجميع المعلومات الخاصة بالطفل كتاريخه، ومستوى عيشه، وتربيته، وأخلاقه والأفكار التي اكتسبها من محيطه. والتي تؤثر في تعلمه ويعبر عن هذا المستوى بالمستوى العمودي.
خلاصة في مفهوم الديداكتيك
وكاستنتاج من كل هذه المفاهيم المطروحة فيمكن القول بان مفهوم الديداكتيك يقوم بالبحث في كل ما يتعلق بالتعليم والتعلم. أي كيف تتم عملية التعليم مع التطرق إلى النقاط الأساسية التالية:
دراسة العملية التعليمية التعلمية من مختلف الجوانب أي: البحث عن طرق وأساليب لتبسيط العملية التعليمية على المتعلم؟ ودراسة الطريقة المثلى لتعلم التلميذ، وتمكين أكبر فئة ممكنة من تلقي التعليم، بالإضافة إلى إيجاد سبل لتوفير تعليم جيد للأطفال ذوي ظروف خاصة والذين يجدون صعوبة في الدراسة.
موضوع قد يهمك بحث حول النظرية الجشطالتية