نظام البكالوريوس بالجامعات المغربية

انتقادات واسعة في صفوف الأساتذة لنظام البكالوريوس

وسط الصخب الكبير والانتقادات الواسعة التي طالت القرار الوزاري بشأن النظام الجيد للتعليم في الجامعات. والذي أطلق عليه نظام البكالوريوس، والذي عبر عنه من قبل قاعدة واسعة من الأساتذة. إلا أن الوزارة الوصية على القطاع أبت إلا أن تقوم بتنزيل النظام متجاهلة بذلك كل الانتقادات والرفض. وتتأمل وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العملي في شخص السيد الوزير سعيد أمزازي من خلال تطبيق هذا النظام على الجامعات بداية من الموسم الدراسي الحالي. أن يتم تعميمه في أفق الموسم لدراسي القادم على كل الجامعات المغربية ذات الاستقطاب المفتوح.

موقف الأساتذة وأطر التعليم من القرار الوزاري

عبر الأساتذة بكل صراحة عن رأيهم برفض هذا النظام وذلك لعدة أسباب لخصوها في اعتبار الأساتذة من أهم الأطراف في تنزيل الأنظمة التعليمية ويجب مشاركتهم في ذلك، وهذا الذي لم يحصل في تبني نظام البكالوريوس حيث تم إلغاء دور الأساتذة في اتخاذ القرار وتجاهل دورهم في النظام التعليمي المغربي.

كما أن الأساتذة برروا رفضهم بكون أي نظام تعليمي يجب أن يبنى على أسس ونتائج ومخرجات المستويات الأخرى من الابتدائي إلى غاية المستوى الثانوي. زيادة على ضرورة تزيله وبنائه وفق تغيير النظام القديم.

قرار لا رجعة فيه

من كلية الأداب والعلوم الإنساني أبن زهر بمدينة أكادير قدم الوزير سعيد أمزازي إفادته بشأن قرارا تنزيل نظام البكالوريوس على جميع الجامعات والكليات ذات الاستقطاب المفتوح على شكل فيديو. وقال الوزير في الفيديو المصور بان نظام البكالوريوس لم يكن نظاما وليد اللحظة لكنه كان بصدد البحث والدراسة منذ ثلاث سنوات قبل الخروج به.

الوزير الوصي افاد في تصريحاته بأنه قرار تغيير نظام الإجازة الأساسية على نظام البكالوريوس أتى بناء على عدة أسباب أهمها:

  • التخلص من المشاكل والعقبات والصعوبات التي تعتري نظام الإجازة الأساسية في الكليات ذات الاستقطاب المفتوح.
  • التقليص من نسبة الطلبة الذي ينقطعون عن الدراسة في المستوى الجامعي. حيث أن نظام الإجازة الأساسية ضعيف وهو سبب ارتفاع نسبة الهدر الجامعي.
  • نظام الإجازة الأساسية نظام فاشل يبعث على الإحباط والفشل في صفوف كل من الطلبة والأساتذة. كما ان مردوديته ضعيفة بحسب الوزير.

وقد أنهى الوزير تصريحاته متأملا أن يكون نظام البكالوريوس البديل الناجح والذي سيصلح جميع المشاكل والثغرات التي لحقت النظام التعليمي بالجامعات المغربية.

أراء الأساتذة الجامعيين في نظام البكالوريوس

من جانب اخر تم العبير عن الرفض التام والانتقاد من قبل مجموعة من الأساتذة الجامعيين لهذا النظام.

في هذا السياق عبر السيد المختار أعماره عن رفضه لتنزيل هذا النظام بدون استشارة الأساتذة وإشراكهم في العملية من البداية.

الأستاذ المختار اعمارة أستاذ جامعي للقانون الخاص بجامعة محمد الخامس وجه انتقاده لهذا النظام بناء على مجموعة من الأسباب. قام بذكرها في احدى مقابلاه الحفية مع هيس بريس.

أهم هذه الأسباب هي أن تلاميذ التعليم الأولي يدرسون وفق نظام تعليمي فرنسي. وسيكون عليهم في مرحلة التعليم بالجامعة أن يغيروا نظام التعليم من الفرنسي إلى الإنجليزي. وهذا سيشكل صدمة وتغيرا مصيريا بالنسبة لهم.

السيد أعمارة قال في أحدث تصريحاته بان إصلاح منظومة التعليم في المغربي لا يجب ان تبتدئ من الجامعة لكن على العكس البداية يجب أن تكون من المراحل التعليمية الأولى ليكون التغيير جذريا. وتجاوز المستويات الأخرى مرورا إلى المستوى الجامعي للتغيير سينعكس سلبا على المنظومة ككل ولن يفيد الأجيال المقبلة.

عبر السيد اعمارة عن خوفه الكبير من عدد الطلبة الذين سيتركون الجامعات بسبب هذا القرار، مبررا خوفه بالمستوى الضعيف لأغلبية الطلبة في اللغات الأجنبية.

وأضاف السيد اعمارة بأن قرار اعتماد نظام البكالوريوس بدون إشراك الأساتذة الذين يشكلون الطرف الأهم من المنظومة التعليمية. هم الذين يشاركون في سن القوانين وقواعد المنظومة التعليمية منذ سنين ستكون له نتائج وخيمة على مستقبل التعليم بالمغرب.

مستقبل نظام البكالوريوس بحسب السيد أعمارة

وأكد السيد أعمارة في نهاية تصريحاته أنه في حالة تم إنزال هذا النظام فسيكون قد حكم على الأجيال القادمة بالفشل. فنجاح أي نظام تعليمي يستند على ثلاثة عناصر أساسية إن لم تتوفر إحداها فالمنظومة ككل ستفشل. ولخص السيد أعمارة  هذه العناصر في الأستاذ والطالب وظروف العمل.

مقالات ذات صلة