طرق تطوير الذات

أهمية تغيير الذات وتطويرها

تعتبر فكرة تطوير الذات وتغييرها الشغل الشاغل للجميع، فكل شخص يحلم بالتغيير والتقدم إلى الأمام، لكن الأمر ليس بهذه السهولة لأنه يتطلب وجود دافع داخلي قوي مصحوبا بإرادة قوية.

وأيضا لابد من مؤثر ومتغيرات خارجية، كل هذه العوامل تدفع بالشخص إلى اتخاذ قرار التغيير إلى الأفضل والأحسن وتحقيق تطوير الذات، فما هي أبرز الأساليب المتبعة في مهارة التطوير وما هي شروط نجاحها؟

سبل تطوير الذات

يتطلب تطوير الذات الإنسانية إلى إتباع مجموعة من القواعد، والتعليمات والتي تلعب دورا مهما في إنجاح عملية التطور، ونذكر منها:

محاورة الذات

الإنسان فطريا في حوار دائم مع نفسه، يتخيل ويتوقع أشياء؛ وطبيعة الإنسان تدفعه إلى توقع الأسوء دائما، ولا يتبادر إلى ذهنه بنسبة كبيرة إلا سلبيات الأشياء.

التحاور والتحدث مع الذات عملية لابد منها لما لها من أهمية كبيرة في تطوير حياة الإنسان؛ فالذات الإنسانية تكون مبرمجة على الجذب فإما أن تجذب الأشياء الجيدة والتي تمده بالسعادة، وتساعده في سعيه إلى تحقيق أحلامه، وطموحاته وإما بجدب سلبيات الأشياء تجعله يتخبط في الحزن والشقاء، يائسا يتخبط في مشاكله اليومية المتكررة.

تقوية إيمان واعتقاد الفرد

تنبع أفكار الشخص فطريا انطلاقا من معتقداته وإيمانه بأفكاره، لدى تعتبر خطوة تغيير الاعتقادات ومجاراتها للواقع أهم خطوة في طريق التغيير، واعتقاد نابع من إيمان داخلي قوي لدى فهو ما يتحكم في حياة الفرد في نجاحه أو فشله.

فهو قد يؤدي بالإنسان إلى النجاح والتطور نحو الأفضل في حياته ويمضي به قدما نحو الازدهار والتطور، ويساعده إلى بلوغ أهدافه وتحقيق ما يصبو إليه، أو العكس ويكون سببا في الفشل ويجعله يرجع خطوات إلى الوراء ويحطم طموحاته وأحلامه.

تتعدد الأمثلة الواقعية التي تفند هذه النظرية، ولعل العبرة المستفادة من بين كافة الأمثلة التي نقرأ عنها ونراها كل يوم هي قوة الإيمان بالأفكار الشخصية وبقدرات الشخص على تنفيذ أفكاره.

فمعظم الأشخاص الذين نجحوا في حياتهم ووصلوا إلى تعقيق أحلامهم لم يكن نجاحهم من المرة الأولى. لكن استمروا في المحاولة وواصلوا ونجحوا في الأخير وهذا بفضل إيمانهم القوي بمعتقداتهم وقدراتهم على النجاح، آمنوا بأنفسهم رغم الصعوبات والمعيقات التي واجهوها.

القرار المتخذ في تغيير مصيري

يجب على الشخص أن يعرف مدى جدية القرارات التي سيتخذها، عليه أن يستوعب بأن جميع القرارات التي سيتخذها الأن هي التي ستحدد منحى حياته الآن ومستقبلا. وانه متجه إلى تغيير نمط حياته ومصيره، وستكون البداية في التغيير إلى الأفضل.

فالقرارات التي سيتخذها هي التي ستحكم على تصرفاته مع نفسه والأشخاص الآخرين؛ وعليه إدراك أن السرعة في التنفيذ وابتكار أشياء جديدة هما المحركين الأساسيين لعالم اليوم وعليه أن يساير هذين الأمرين بشكل جيد.

ترتكز معظم قراراتنا الحياتية على مجموعة من الأشياء المهمة منها القيم المنغرسة في الشخص منذ بداية إدراكه للحياة إلى اللحظة التي يقرر فيها التغيير، وكذا اعتقاداته وإيمانه بنفسه، ومدى فهمه للأشياء المحيطة به، ومدى تأثير المحيط الخارجي على شخصيته.

امتلاك شخص قدوة

يجب على كل شخص أن يتخذ قدوة له وأن يكون لديه مثلا يتحدى به؛ ويضع انجازات ذلك المثل دائما أمام عينيه لأن ذلك سيزيده ثقة بنفسه وإصرارا على بلوغ أهدافه ويشكل الشخص القدوة دافعا ومحفزا قويا للفرد.

المخيلة المبدعة

امتلاك نظرة مستقبلية ايجابية ومحفزة بعيدة على التشاؤم والتفكير السلبي وتخيل الاسوء، من الجيد التفاؤل والإبداع في تخيل المستقبل.

عناصر تنمية الذات

من المؤكد أن بلوغ الأهداف والوصول إلى المبتغى يتطلب توفر مجموعة من العوامل الضرورية. وتختلف طريقة النجاح بمدى توفر وجودة تلك العوامل التي تدخل بشكل مباشر في التأثير على نجاح الشخص.

والأهم أن يثق الفرد ويؤمن بأن طريق النجاح مليء بالعقبات والمشاكل وانه معرض لانتقادات والنقص في جميع مراحله، لأن هناك دائما أعداء النجاح؛ وعند يقينه بهذه الحقيقة سيصبح غير مبالي بأراء الناس حوله، وإنما سيبقى على طريقه وسيزيده ذلك إصرارا وصبرا حتى يصل إلى مبتغاه.

ومن أبرز العوامل المتحكمة في تطوير الذات نذكر:

وضع الأهداف مكان الرغبات

الانتقال من مرحلة التمني إلى مرحلة السعي إلى تحقيق هذه الأمنيات بتحويلها إلى أهداف قوية. ببدل المزيد من الجهد والطاقة والعمل في سبيل الخروج بهده الأهداف إلى الواقع تجنبا طمسها ودفنها في الأعماق؛ ولكي يحرز الإنسان مساعيه وتحقيق التقدم المنشود الذي يسعى اليه، يجب عليه تقوية إرادته وعزيمته والانتقال من مرحلة التمني إلى مرحلة العمل.

المثابرة والعمل بجهد أكبر على وضع الخطط والاحترازات اللازمة لتنفيذ مطامحه وأحلامه وتحقيقها.

المباشرة بالعمل فورا بعد التخطيط

يجب على الشخص فور تحديد أهدافه ورسم طريقه أن يباشر بالعمل، فلا يجب على الإنسان أن ينتظر ويقف عند هذه النقطة، وعدم ترك الطريق للحيرة والقلق أن يتسلل إلى مخطط التغيير الخاص به، فهذا يقلل من إصراره وعزيمته ويضعفهما.

وأن ينطلق بكل قواه العقلية والجسدية وأن يركز على خطة التغيير التي رسمها دون أن يعكر أي شيء عزيمته ويضعف همته.

التيقن والإيمان بالنفس والقدرة على الوصول

التسلح بالثقة في النفس أهم شيء للنجاح، الثقة بالنفس والإيمان واليقين بأن التغيير وتطوير الذات إلى الأحسن سينجح سيسهل الطريق ويعين على التقدم بأمان واطمئنان نحو مستقبل أفضل.

مقالات ذات صلة