بحث حول النظرية البنائية doc pdf

النظرية البنائية في التعلم

تتعدد وتختلف النظريات التي قامت ببحث ودراسة موضوع التعلم. غير ان النظريات الحديثة منها النظرية البنائية تؤكد على ان فعل التعلم الحقيقي وبناء المعرفة لا يمكن ان يتحقق فقط من خلال ما يتم تلقينه وتحفيظه للمتعلم وما يقوم بسمع ويكرره أمام المعلم. لكن هذه النظرية تؤكد على ان التعلم يبنى أيضا من خلال المعلومات والمعارف الداخلية للشخص وتصوراته وتمثلاته. فضلا على تأثير محيطه وبيئته واللغة والمجتمع. بالإضافة على انه لكل متعلم خصوصياته ومميزات في التعلم ولا يشترط في ذلك ان يكون المتعلم كما يريد المدرس.

تعريف النظرية البنائية

فيما يخص مفهوم النظرية البنائية فهي مشتقة من الأصل اللاتيني لكلمة Sturere ومشتقاتها كلمة البنائية Constructivism، او Construction البناء او Structure أي البنية. وتعني الكيفية التي يتم بها بناء مبنى معين. بمعنى ادق التعلم البنائي يقصد به رؤية تهتم بموضوع التعلم والنمو لدى الطفل، تؤمن بأن التعلم فعل نشيط لدى الطفل. كما ان الطفل يكون نشطا في تأسيس أصناف التفكير لديه بفعل تفاعل قدراته الفطرية مع الخبرة التي يمتلكها.

ننصحك بقراءة موضوع بحث حول النظرية السوسيوبنائية 

تقوم النظرية البنائية ppt على مبدأ ان فعل التعلم فعل نشيط والمتعلم هنا يكون محور العملية التعليمية التعلمية. ويبني معارفه انطلاقا من معارف سابقة كالخبرات والتصورات. أي ان المتعلم يبني معرفته اعتمادا على ذاته فقط من خلال الملاحظة، الانتقاد، صياغة الفرضيات التحليل، الاستنتاج وغيرها…

إطلع على موضوع بحث حول النظرية المعرفية 

رواد النظرية البنائية

من أهم رواد النظرية البنائية هم جان بياجيه Jean Piaget وجون ديوي John Dewey. رائد نظرية التعلم البنائي جان بياجيه. عالم نفس وفيلسوف ولد في سويسرا. قام بالتوصل للنظرية البنائية بعد ان قام بتطوير نظرية التطور المعرفي أي المعرفة الوراثية حاليا. قام جان بياجيه بتأسيس مركز النظرية الوراثية سنة 1965 في مدينة جنيف. مات جان بياجيه سنة 1980 م.

من أوائل مؤسسي وزعماء الفلسفة البراغماتية جون ديوي. وهو مربي ومن رواد علم النفس أمريكي. اعتبر من أهم فلاسفة عصره ويعد جون ديوي من أطال عمر الفلسفة عبر كلمتين هما ” الديمقراطية” و”العلم”.

مبادئ النظرية البنائية

ترتكز النظرية البنائية على مجموعة من الأسس والمبادئ باعتبار المتعلم الفاعل في العملية التعليمية التعلمية في بناء معارفه، ويمكن تلخيص أسس ومبادئ التعلم في النظرية البنائية كالتالي:

• المتعلم هو الذي يقوم ببناء معارفه من خلال مشاركته الفعالة في أنشطة التعلم
• يقوم الفرد ببناء معارفه في عقله ولا يكتسبها من الخارج
• المعارف والمعلومات السابقة للمتعلم والخبرات شرط ضروري وأساسي في بناء التعلمات الجديدة
• التعلم يقترن بالتجربة وليس بعملية التلقين
• للمحيط الاجتماعي للفرد دور مهم في بناء معارفه
• يتم بناء التعلمات انطلاقا من عمليتي الاستيعاب والتلاؤم
• الخطأ شرط أساسي ورئيسي لبناء التعلمات لدى المتعلم
• الفهم من شروط التعلم الأساسية
• يتم اعتماد الوضعية المشكلة في بناء التعلمات. حيث تتم خلخلة توازن المتعلم بالتالي يتطلب منه إيجاد الحل تعبئة موارده ودمجها من اجل الوصول للحل الملائم.

إطلع على موضوع مفهوم بيداغوجيا الخطأ او الخطأ البيداغوجي

تاريخ النظرية البنائية

تمتد الجذور التاريخية للنظرية البنائية لعهد سقراط وأفلاطون وقد تجسدت في أعمالهما ما بين 320 و 470 ق م من خلال مفهوم ” تكوين المعرفة”. كانت نشأة النظرية البنائية من القدم غير ان شعبيتها ازدادت في السنوات الأخيرة.

في منتصف 300 ب ق قال سنت أوغستين في النظرية البنائية انه يجب على الفرد في طريق بحثه عن الحقيقة يجب ان يستند على خبراته الحسية.

قبل أزيد من قرن ما بين 1746 و1827 أكد بستالوزي على انه من الضروري ربط مناهج المنظومة التعلمية بنمو الطفل وخبرته ومحيطه البيئي والعائلي. كما شدد في أبحاثه على أهمية الحواس في عملية التعلم منها. اي انه يجب اعتماد التطور والنمو الطبيعي للطفل ومشاعره في عملية التعليم، رغم ان الفلسفة الرئيسية للنظرية البنائية تأسست على يد جان بياجيه ما بين سنتي 1980 ,1986 م.

انطلاقا من هذه المعلومات فهذه النظرية تمتد لسنوات طويلة ولم يكن ظهورها واعتمادها وليدة السنوات الأخيرة. لهذا السبب تعدد عدد المنظرين والفلاسفة الذين بحثوا في هذه النظرية لتكوين نظرية كاملة وشاملة اعتمادا على ما تم التوصل إليه من أفكار للفلاسفة وعلماء النفس عبر التاريخ.

شكلت الأفكار المتوصل إليها الأسس والمبادئ الرئيسية المعمول بها حاليا في علم نفس النمو. وذلك من خلال الفيلسوف جان بياجيه حيث قام بدمج علم النفس والفلسفة. من اجل إعطاء الأهمية لتنمية ذكاء المتعلمين الأطفال كانت هذه بداية ظهور أفكار جديدة وحديثة حول علم النفس وعلوم التربية.

المفاهيم الرئيسة في نظرية التعلم البنائية

هذه مجموعة من مفاهيم نظرية التعلم البنائية أي الجهاز المفاهيمي للنظرية البنائية:

التعلم: عملية بناء إبداعية مستمرة ومواصلة من خلالها يعيد المتعلم تنظيم ما يمر به من خبرات ويسعى لفهم أوسع وأشمل لتنمية خبراته السابقة.

التكيف: تأقلم و انسجام الفرد مع مميزات وخصائص محيطه المادي والاجتماعي بعد توظيفها واستدماجها.

التلاؤم: او الملائمة، ملائمة الذات مع المعرفة الجديدة المكتسبة وتحقيق التوازن.

الاستيعاب: تلاؤم الذات وانسجامها مع معطيات الموضوع الخارجي، الاستيعاب هي آلية سيكولوجية تسمح للفرد بإدماج معلومات المحيط الخارجي من خلال الفهم التخزين والتنظيم.

السيرورة الإجرائية: هي الطرائق والمنهجية التي يتبعها المتعلم في التفكير، وهي العمليات والأنشطة العملية المادية الملموسة.

الضبط الذاتي: يقصد به نشاط الذات محاولة تجاوز الاضطراب أي الضبط الذاتي

التمثلات والوظيفة الرمزية: جميع المعتقدات والتصورات السابقة التي تكون استراتيجية المتعلم وتحيل على خصائص شخصيته.

خطاطة الفعل: النموذج السلوكي المنظم والذي يمكن استغلاله عن قصد. ذكاء عملي مهم ينطلق من الفعل العملي الذي يساهم في التطور الحس حركي لدى الطفل ويحكم النمو الذهني.

التدريس: عملية تنظيم لمواقف التعلم تمكن المتعلمين بناء معرفته بنفسه

النظرية البنائية وتطبيقاتها التربوية

في تطبيقات النظرية البنائية في علوم التربية سنجيب على سؤال كيف يتم التعلم في النظرية البنائية؟ وطرق توظيف هذه النظرية في التعليم والتعلم؟

انطلاقا مما سبق التطرق إليه حول النظرية البنائية وما تتضمنه فلسفتها التربوية فهي تقدم تعلما أحسن. وينصح باستخدامها في مختلف العلوم الإنسانية والرياضية والتطبيقية. أي ان هذه النظرية لا تدعو المدرسين لتلقين الطلاب المعلومات وتقديمها لهم جاهزة.

تدعوا النظرية البنائية عن طريق توجيه الطلبة وإرشادهم وتكليفهم بالبحث عن المعلومة في المصادر المختلفة. مثل المكتبة والمنصات الإلكترونية والقيام ببحوث وعروض من اجل التوصل للمعلومات.

تنمية مهاراتهم وقدراتهم في التواصل الإلكتروني والتقليدي واللفظي واللغوي مع الآخرين

تبادل المعلومات والمعارف مع الاخرين ومنح جو غني بالمعلومات والمعارف وبمصادرها

تعتمد هذه النظرية في الدراسات الرياضية وبناء مفاهيمها

توفير الدوافع والتشجيع من اجل ضمان مواصلة الطلاب العمل والاجتهاد باستمرار والبحث عن المعلومة

مووضع مهم النظرية المعرفية ‫وتطبيقاتها التربوية 

مقارنة بين النظرية البنائية والنظرية السلوكية

توجد مجموعة من العناصر التي تظهر الفرق بين النظرية البنائية والنظرية السلوكية والمتمثلة فيما يلي:

يعتبر الفرق والتباين بين التعلم البنائي والنظرية السلوكية جوهريا بامتياز. حيث تدعو النظرية السلوكية لنقل المعلومات للمتعلم مباشرة فقط في حين التعلم البنائي يعتبر ان بداية فعل التعلم يبدأ بعد إعطاء المعلومة للمتعلم ويقوم بصياغتها وفهمها ليصل لفهم وتكوين المعنى الشخصي الذاتي بعد المعرفة.

تركز النظرية البنائية على العمليات المعرفية الداخلية للمتعلم في حين ان النظرية السلوكية تعطي أهمية كبرى للسلوك الظاهر للمتعلم.

ينحصر دور المعلم في السلوكية على تحضير بيئة التعلم من اجل تحفيز الطلاب لتعلم سلوك مخطط له أي سلوك مرغوب. في نظرية التعلم البنائي يتم تحضير بيئة التعلم الملائمة للطلاب من اجل بناء معارفه بنفسه.

تختلف إجراءات التقويم من نظرية لأخرى. حيث نجد نظريات تعتمد الاختبارات التقييمية المعيارية المرجع. بينما نجد نظريات أخرى تستند على الاختبارات المحكية المرجع. وأخرى تعتمد الأسئلة المفتوحة النهائية والتجارب.

مميزات النظرية البنائية

تتميز النظرية البنائية بميزات وخصائص عديدة. من ميزات هذه النظرية:

• يعتبر المتعلم المحور المركزي في العملية التعليمية التعلمية عبر تفعيل دورها المتعلم هو المكلف بالاكتشاف والبحث وتنفيذ الأنشطة التطبيقية
• يقوم المتعلم فيها بتمثيل دور العالم، بهذه الطريقة تتم تنمية اتجاه إيجابي لدى الطفل نحو العلم والعلماء ونحو محيطه وبيئته ومجتمعه.
• يمكن للمتعلم القيام بممارسة مختلف عمليات العلم الأساسية والشاملة.
• نموذج التعلم البنائي يحفز العمل وفق فريق ومجموعات ويحفز على التعلم التعاوني. حيث تتم تنمية روح التعاون لدى الطفل ويطور لديه روح العمل الجماعي.
• تنمية التفكير العلمي لدى المتعلمين حيث ان التعلم البنائي يجعلهم يفكرون بطريقة علمية
• يجعل المتعلمين يفكرون يوصلون لحلول مختلفة ومتعددة للوضعية المشكلة المقترحة. بهذا تشجيع الروح الإبداعية وتنمية التفكير الإبداعي لديهم
• إعطاء المتعلم فرصة من اجل الحوار الإيجابي مع زملائه او مع استاذه، بهذا تنمو لغته على الحوار وتكون سليمة ويكون نشيطا.
• التعلم البنائي يقوم بربط العلم بالتكنولوجيا حيث يبرز هذا أهمية العلم للمتعلمين في المجتمع ودوره في التوصل لحل للمشكلات التي يواجهها المجتمع.

عيوب النظرية البنائية

رغم إيجابيات التعلم البنائي المتعددة إلا ان لها مجموعة من السلبيات التي تم التوصل إليها بعد ظهور عدة انتقادات النظرية البنائية. فما هي سلبيات النظرية البنائية؟

تمنح هذه النظرية حرية ومساحة مطلقة للمتعلمين في التعبير عن آرائهم وبالتالي فنظام الفصل والحفاظ عليه يصبح مستحيلا وصعبا.

لا يصل المتعلم لجميع المعلومات الصحيحة. لدى فان اعتماد على أسس خاطئ في بناء تعلماته يصبح مت تعلمه جله خاطئ.

إطلع على مميزات وعيوب النظرية المعرفية لجان بياجيه

يستحيل تعميم هذه النظرية على كافة أنواع التعلم وبناء المعرفة. توجد معارف لا تكفي تجارب وخبرات المتعلم في بناءها بل يتطلب ذلك تدخل المتعلم.

في التعلم البنائية يتم تقليص دور المعلم لأن يكون أكثر سلبية في العملية التعليمة

يتم حصر النظرية البنائية فيما تم التوصل إليه في العمليات المعرفية وليس لنواتج التركيب الثقافي والتاريخي والاجتماعي.

تقوم البنائية بفرض ضغوطات معرفية أكبر من طاقة الطلاب والتي لا يستطيعون إنجازها غالبا.

رغم حرية التعبير الكبيرة التي تمنح للطلبة إلا ان المعلم يبقى من يتحكم فيما يقال. لدى مهما عبروا عن أراءهم بحرية فلا يجدون صدى لما يقولونه.

بعض المعارف تكون مستحيلة على الكلاب التوصل إليها بأنفسهم. فكيف لطلاب في المرحلة الإعدادية ان يقوموا ببناء معرفة علمية متقدمة عن عمرهم. مثل معلومات حول تكوين الأرض والكواكب وتركيبة أعضاء جسم الإنسان وكيفية أداء الأجهزة لوظائفها وغيرها من المعلومات.

تتصف مجموعة المعلم التعلمية بالتعقيد المعرفي. حيث يحتوي كل موقف تعليمي مشكلة يجب على المتعلم بذل جهد كبير من اجل الوصول لحلها المناسب. في هذه الحالة يتوجب على المتعلم ان تكون لديه خلفية معرفية مرتبطة بالمشكلة والا لن يصل لحل هذه المشكلة.

من مخاطر التعلم البنائي انها تطلب من الطلاب تكوين معرفتهم بأنفسهم. وهذا يحتاج لمعلم قادر وحكيما في احتواء إي انشقاق يحدث خلال البناء المعرفي لدى الطلاب.

يمكنك الآن تحميل النظرية البنائية PDF